لتصريحات المسئولين فى مصر (نكهة غريبة).. مسكرة.. (بيطلعوا ملبن وملبس وفندام ).. لذلك مذاقها حلو للجاهل ولكنه مر للفاهم.. وقديما وصف مفكر ألمانى خطب هتلر بأنها تفرح البسطاء وتؤلم العلماء وتضحك الحكماء.. ولن تحتاج إلى حكمة بالغة لتضحك على تصريحات المسئولين هنا يكفيك شهادة محو الأمية لتضحك على تلك الخزعبلات.. وخذ بقى عندك.. فى الندوة السنوية الـ12 للإعلام الاقتصادى والتى أقيمت فى العين السخنة؟؟!!. بحضور مكثف من شعبة المحررين الاقتصاديين بنقابة الصحفيين.. صرح معالى وزير التنمية الاقتصادية بأن الحكومة تستهدف الوصول بمتوسط دخل الفرد السنوى إلى ما يعادله مثيله فى دول شمال البحر المتوسط ليصل إلى 15 ألف دولار سنويا بحلول عام 2016/2017 مقابل 3 آلاف دولار حاليا. وأن ذلك يتطلب زيادة حجم استثمارات القطاع الخاص إلى نحو 500 مليار جنيه فى 2016/2017 مقارنة مع 96 مليار جنيه حاليا بزيادة تزيد على 100 مليار جنيه سنويا.. ما يقوله معالى الوزير هو باختصار كارثة منطقية وعلمية واقتصادية.. فلا يمكن لأى دولة فى العالم مهما كانت إمكانياتها أو قدرتها أو حتى بركة حكومتها.. أن تضاعف حجم استثمارات القطاع الخاص بنسبة 105 % سنويا. ولم يكتف بهذا اللامعقول بل توقع أن يستمر خمس سنوات متواصلة حتى يعيش المصريين كخلق الله.. (حط الفيل فى المنديل وابنى قصرك فى البرميل).. المصيبة الأكبر أن السادة الصحفيين الاقتصاديين تركوه يكمل أحلامه اقصد كلامه ولم ينفجر منهم أحد أو يموت بالضغط العصبى.. ونشر الخبر فى مساحات واسعة وكأنه إنجاز حتى فى الصحف المستقلة.. فهل هو سحر الوزير أم سحر العين السخنة.. الله اعلم.. وانصح القائمين على تلك الندوات أن يقيموها فى إحدى المناطق العشوائية المنتشرة فى ربوع القاهرة لأن الحال إذا استمر على ذلك فسوف تتحول المؤتمرات الاقتصادية إلى تفسير الأحلام ورزقك من حروف اسمك والزواج بالأبراج الصينية.. وقد نسمع أن متوسط دخل المصريين سوف يصل إلى مليون دولار من أول السنة الجديدة لأن الندوة أقيمت فى الجونة ( فول برد ).. وتصريح آخر حلو للجاهل ومر للفاهم. جاء فى اجتماع لجنة الإسكان بمجلس الشورى على لسان معالى وزير الزراعة واستصلاح الأراضى يصلح حاله وحالنا.. الرجل لا فض فوه أجاب عن السؤال الخاص بانتهاك وسرقة أراضى طريق مصر إسكندرية الصحراوى بهذا التصريح المتين حيث قال )ما وقع من تجاوزات بتحويل بعض هذه الأراضى إلى منتجعات وقصور لم يتجاوز ٣٠ ألف فدان من إجمالى ١.٥ مليون على جانبى الطريق، لكن البعض يفضل التركيز على السلبيات ويتجاهل مجرد الإشارة للإيجابيات (... 30 ألف فدان بس.. وبالطبع يبدو الرقم هزيلا حينما نقيسه بحجم الطريق الذى قدره معاليه بـ 1,5 مليون فدان لأن أرقام معالى الوزير تقيس حرم الطريق بالحدود يعنى جهة تنتهى عند ليبيا وجهة عند البحر الأحمر رغم أن الموضوع كله فى الكريمة التى على واجهة الطريق.. وتبعا لكلام معاليه فلو قسمنا 30 ألف فدان على طول الطريق البالغ 220 كم فإن كل كيلو من الطريق يحتوى على أكثر من 136 فدانا مخالفا وهذا وضع كارثى فى أى دولة ولو فى الأحراش.. وفى طفولتنا فى الثمانينيات من القرن الماضى كان المخطط التنموى لطريق مصر إسكندرية الصحراوى أن يتحول للون الأخضر (عاوزنها تبقى خضرة الأرض اللى فى الصحرا.. خضرة) ولكن مع الأيام أصبحت حمرا ولم تخضر إلا لملاعب الجولف وحدائق قصور الأغنياء.. أما فيما يخص تجاهل الإشارة للإيجابيات. فبالله عليك قول لنا إيجابية واحدة تمت بالفعل واترك الخطط الإستراتيجية والنظرة المستقبلية لأن الناس تموت من الجوع والنشاط الزراعى أصيب بالشلل الرباعى فلا قمح ولا قطن ولا أرز ولا خضار.. إلا لو اعتبرنا تصدير لب القزقزة انجاز تجدر الإشارة إليه ..أما الحديث عن عام 2030 و2050 ونحن على مشارف مجاعة فهذا درب من دروب (الضحك على الدقون ).. ويحكى أن أحد الولاة كان يحب حماره حبا شديدا فاجتمع بالعلماء وسألهم ( هل يمكن أن تعلموا حمارى الكلام ).. فسكت العلماء ولم يتكلموا إلا جحا الذى قال له (اعلمه الكلام ومخارج الحروف فى عشرين عام.. ولى عن كل عام ألف دينار من الذهب ).. ففرح الوالى وأعطاه الحمار والدنانير.. وسأل أحد العلماء جحا ألا تخاف بطش الوالى لو اكتشف خديعتك.. فقال له جحا (بعد عشرين عام يموت الوالى أو يموت الحمار).