ما حدث فى جامعة عين شمس الخميس الماضى، وأثبته الزميل محمد بديوى بالصورة والفيديو على صفحات "اليوم السابع"، مهزلة ستظل الجامعة تعانى من آثارها طويلا.
اعتداء عدد من الطلاب الموجهين على وقفة احتجاجية لحركة 9 مارس المطالبة بتنفيذ حكم طرد الحرس الجامعى، وافتعالهم مشاجرة امتدت لتشمل عددا كبيرا من الطلاب من كليات مختلفة، ثم تحول ساحة الجامعة إلى ساحة حرب وفوضى بالمطاوى والأحزمة، كأننا نصور فيلمًا حول حروب الشوارع.
إما أن يتخذ المسئولون، بدءا من وزير التعليم العالى هانى هلال موقفًا رادعًا فى حق بلطجية الجامعة والمقصرين من أفراد الحرس الجامعى أولا، أو قل على الانضباط فى الجامعة السلام.
سيقول البعض أرأيتم أن هناك كثيرا من المخالفات قد تحدث فى الجامعة، وأن السيطرة عليها تحتاج لقوات أمن رادعة مثل الحرس الجامعى الذى يمكنه وحده تحقيق انضباط الجامعة.
سيقول البعض الآخر، ليس من الضرورى أن تنفذ وزارة التعليم العالى حكم المحكمة الإدارية العليا الآن وفورا، وعليها أن تنتظر حتى توفق أوضاعها أمنيا.
وفى ظنى أن ما حدث فى جامعة عين شمس، لم يكن ليحدث، لو أن الطلاب البلطجية الذين اعتدوا على مجموعة من الأساتذة والطلاب النشطين لم يكونوا معتادين على تلقى التعليمات بافتعال المشاجرات وإرهاب النشطاء المسالمين الذين يكتفون بالهتافات أو اللافتات التى تعبر عن آرائهم.
بمعنى آخر هناك تعامل خطر من بعض أفراد الأمن بالجامعة باستخدام الطلاب ليكونوا ذراع الأمن الطويلة، وأحذر من أن هذا الاستخدام السيئ للطلاب ستدفع ثمنه الجامعة والمجتمع بأسره، ولو سارت الأمور فى الجامعة على طبيعتها لرأينا التجمعات المختلفة فى الرأى كل يعبر عن رأيه فى حرية ودون تجاوزات أو مشاجرات.
أما من يقول إن أحداث "عين شمس" تثبت احتياج الجامعة الشديد للحرس الجامعى، فمردود عليه بأن تلك الأحداث المؤسفة وقعت تحت سمع وبصر الحرس، وتفاقمت نتيجة سوء معالجته للأمر، ووقوعها دليل على عدم جدوى وجوده داخل الحرم الجامعى، وعدم جدوى تأجيل تنفيذ الحكم بطرده.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة