فى كتابه الجديد القيم "الموساد.. اغتيال زعماء وعلماء"، يقدم الصديق الكاتب الصحفى حمادة إمام، تفسيرا للغز اختفاء ثلاثة آلاف عالم ومفكر مصرى وعربى، تعقبتهم إسرائيل وأنهت حياتهم، وهى تعرف تماماً أن هؤلاء هم الكنز الحقيقى لتقدم المنطقة العربية.
انتبهت إسرائيل مبكراً إلى أن سلاح العلم هو أقوى من أسلحة الدمار الشامل، وأن الأدمغة العربية العلمية هى خزينة هذا التقدم، فقررت التخلص من تلك الأدمغة حتى يخلو الملعب لها تماما فى هذا المجال.
فى قائمة العلماء الذين يأتى بهم الكتاب يتصدر اسم العالم الدكتور سعيد سيد بدير الذى توفى يوم 18 يوليو عام 1989، ونقلت الصحف فى اليوم التالى الخبر على أنه انتحار، لكن السجل العلمى لسعيد سيد بدير نقل القضية إلى ضفاف أخرى، فالفقيد كان يدرس فى ألمانيا ، ونجح فى إنجاز 13 بحثاً علمياً عن الأقمار الصناعية، وعندما فكر فى التوجه إلى أمريكا لاستكمال بحوثه، حاصرته مشاكل من نوع غريب مثل تغيير أثاث بيته أثناء تغيبه عنه، ولم يحتمل هذه الضغوط النفسية، فقرر العودة إلى مصر وعلى أرضها مات.
نفت زوجة سعيد سيد بدير أن يكون توفى منتحرا، وقالت إنه كان يعد لبحث علمى جديد وخطير يستطيع من خلاله فك شفرات الاتصالات بين سفن القضاء والأقمار الصناعية والتجسسية فى الأجواء، وقالت الزوجة أمام النيابة، إنه خلال وجودهم كأسرة فى ألمانيا تعرضوا لعملية ترهيب شديدة، وأضافت : "حدث ذلك بعد رفض زوجى تخصيص أبحاثه لصالح بعض الجهات الأجنبية التى استخدمت معه كافة السبل، لإغرائه لكنه رفض وخص مصر بأبحاثه جميعها، وأضافت الزوجة: "كنا نستيقظ على أصوات غريبة، نضىء الأنوار فنجد فى المقاعد وقد انتقلت الصور المعلقة من موضعها على الحائط نفاجأ بها معلقة فى مكان غير مكانها الأصلى، وفى أحد الأيام بينما كان سعيد يعبر أحد الشوارع كدت سيارة مسرعة أن تدهسه وتوالت المكالمات الهاتفية على المنزل ومضمونها الرضوخ أو التصفية.
عاد سعيد إلى مصر، وعثر على جثته ملقاة أمام مدخل العمارة دون أن يتعرف عليه أحد فى البداية، تذكر الزوجة تفاصيل أخرى فى التحقيقات، للتذكير فإن هذه القصة حينما تم الكشف عنها شدت الرأى العام إليها، وأذكر أننى قابلت الزوجة فى تحقيق صحفى أثناء الكشف عن الحادث، واستمعت منها إلى نفس الكلام التى ذكرته فى تحقيقات النيابة، وخرجت وقتها بيقين أن الرجل لم ينتحر بالفعل، وإنما هناك من اغتاله، وللأسف لم يتم الكشف عنه حتى الآن.
يحمل الكتاب قصصاً كثيرة أخرى، مثل اغتيال العالم المصرى الفذ يحيى المشد، الذى أشرف على البرنامج النووى العراقى، واغتالته إسرائيل فى فرنسا فى عملية اعترفت بها فيما بعد، كما يأتى بقصص اغتيال سميرة موسى، وقصة موت جمال حمدان التى تؤكد الشبهات تورط الموساد فيها والدكتور مصطفى مشرفة الذى نعاه أينشتاين صاحب نظرية النسبية بقوله: "لا أصدق أن مشرفة قد مات إنه لا يزال حيا من خلال أبحاثه"، ويتحدث الكتاب عن قصة الدكتور نبيل القلينى الذى أوفدته كلية العلوم بجامعة القاهرة إلى تشيكوسلوفاكيا للقيام بعمل مزيد من الأبحاث والدراسات فى الذرة، وكشف أبحاثه عن عبقرية علمية فى الطريق، وبعد أن تلقى مكالمة هاتفية خرج من شقته فى براغ يوم الاثنين 27 يناير 1975، ولم يعد حتى الآن.
ومن الدول العربية يشير الكتاب إلى الطبيبة السعودية سامية عبد الرحيم ميمنى، الطبيبة التى تخصصت فى جراحة المخ والأعصاب، ورفضت الجنسية الأمريكية التى عرضت عليها مقابل التنازل عن اختراعاتها فى مجال جراحة تخصصها، وعثر عليها مخنوقة، ومن مصر أيضاً قتل الدكتور سمير نجيب عالم الذرة، وقبل عودته من أمريكا التى رفض كل الإغراءات للبقاء فيها تعقبت سيارة نقل كبيرة سيارته واصطدمت بها لتتحطم ويموت فيها فى 13 أغسطس عام 1968، وفى القائمة العالم اللبنانى الفذ رمال حسن الذى يعد من ألمع اختصاصى الفيزياء فى القرن العشرين، وعثر على جثته فى شقته بفرنسا فى 31 مايو عام 1991، وعمره 40 عاماً.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة