من الحامول والبرلس فى الشمال إلى أرمنت فى الجنوب، تتجه الأنظار إلى حمدين صباحى وضياء رشوان.
يدخل حمدين معركته الرابعة فى انتخابات مجلس الشعب، ويدخل ضياء معركته الأولى، وفى الاثنين كثير من الخصال السياسية والبرلمانية التى ستضيف إلى مجلس الشعب المقبل.
شق حمدين طريقه إلى الحياة البرلمانية، منذ أن خاض تجربة الانتخابات الأولى عام 1995، ورغم عشرات الآلاف الذين كانوا يحتشدون وراءه، لكن التزوير وقف ضد إرادة جماهير الدائرة فتم إسقاطه، ومع الإشراف القضائى فى انتخابات 2000 و2005، حملته الجماهير بجدارة إلى البرلمان ليبقى تحت قبته ليس ممثلا عن دائرته وفقط، وإنما عن عموم الشعب المصرى.
اختار حمدين أفضل طريق لأى مثقف يحلم بالتغيير ويعمل من أجله وهو ألا تبقى مقولاته وآراؤه متداولة بين المثقفين فى غرف مغلقة وفقط، وتتحدث عنها فضائيات وصحف دون أن تترك أثرا كبيرا، اختار حمدين أن يختبر ما يحمله من أحلام للتغيير وسط الجماهير، فإن آمنت بها دافعت عنها، وكانت بلطيم والبرلس والحامول بؤرته الساخنة فى هذا الاختبار، فخرجت جماهيرها لتحمله على الأعناق فى مشاهد قلما تجدها مع نائب لا يهدأ من أجل مصالح دائرته، ولهذا احتشد نحو 10 آلاف منها فى الأسبوع قبل الماضى رافضة طرحه بمقاطعة الانتخابات، ونزل إلى رغبتها حين هتفت: «مش هنسيبك ولا هتسيبنا.. إحنا نصيبك وانت نصيبنا»، وضرب مثلا رائعا حين عرض ذمته المالية أمام الآلاف، مؤكدا لجماهيره أنها لم تنتخبه حتى يتربح لنفسه، وإنما من أجل مكاسب يربحها لهم كلما استطاع إليها سبيلا.
وفى أرمنت يخوض ضياء رشوان تجربته الأولى فى الانتخابات البرلمانية، اختار ضياء أن يلتحم مع الجماهير التى يتحدث عنها ومن أجلها فى بحوثه العلمية المميزة، ومنذ أن تخرج ضياء فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وأصبح باحثا وكاتبا عمدة فى أطروحاته، والعهد به صوتا مميزا فى الحق وفى النضال من أجل البسطاء، والعهد به أيضا أنه ليس كآخرين ممن جاءوا إلى القاهرة فغرقوا فى أضوائها، ونسوا بلدانهم الأصلية، ويكفى أن تقابله مرة واحدة لتشعر على الفور أنه الجنوبى المسكون بأهله وناسه، والسكران بحب المكان الذى ولد فيه، والحالم بيوم يعود فيه اليهم للعيش معهم على طين الأرض التى أنجبته.
إذا قادتك الظروف إلى البقاء ساعة واحدة مع ضياء رشوان فى مكتبه بالأهرام أو فى أى مكان آخر، سيكون نصيبك منها قليلا، فالاتصالات لا تنقطع به من هناك، ومعها تشعر بضياء الذى لم ينفصل عن جذوره، وبنائب واعد سيضيف إلى حياتنا البرلمانية الكثير.