أنت بالتأكيد تتأمل هذا الحجم الهائل من الوعود التى سمعتها من مرشحى الحزب الوطنى، أو من مرشحى أحزاب المعارضة والمستقلين، وربما تقول: متى تأتى عدالة السماء على من نال أصوات الناس بالكذب، وأغراهم بالوعود الزائفة.. أنت وأنا نقول اليوم: ما الذى يدفع هؤلاء المرشحين إلى التضحية بأنفسهم وبأموالهم من أجل مقعد تحت قبة البرلمان؟ وما الذى يمكن أن يعوض هؤلاء المتنافسين عن تلك الثروات التى جرت كالأنهار من تحت أقدام الناخبين فى المحافظات؟
أهى مصر ومصلحتها، التى يذوبون فيها عشقا وولعا؟
أم أن لهم فى هذه الأموال مصالح أخرى لا يعلمها إلا الله؟
لا أدعوك هنا إلى الشك ابتداء فى النوايا والضمائر للنواب الجدد الذين فازوا بالمقاعد فى الجولة الأولى، أو المرتقب فوزهم فى الجولة الثانية، ولكننى أدعوك ألا تفرط فى صوتك الانتخابى بعد انعقاد الجلسة الأولى فى البرلمان الجديد، لا تدع نائب الدائرة يخدعك عمدا- كالعادة- بما قطعه على نفسه من وعود، أو بما أنفقه على الدائرة من أموال، أنت وأنا نستحق نوابا يعبرون عن احتياجات مصر على المستوى المحلى، وعلى المستوى الوطنى العام، أنت وأنا نحتاج إلى نواب قادرين على المشاركة فى الرقابة على أداء الحكومة، لا يعقدون صفقات خاصة مع وزراء الحكومة، كما فعلوا خلال المعركة الانتخابية، أنت وأنا نحتاج إلى نواب يشاركون فى التشريع من أجل مصلحة البلد، لا من أجل مصالح ضيقة تصب من خلالها الأموال فى خزائنهم، استعدادا لمعركة جديدة مع برلمان جديد.
العقدة الأساسية فى العملية الديمقراطية فى مصر أن البعض ينسى البرامج، وينسى الوعود، وينسى المصالح الأساسية التى تجرى من خلالها عملية المشاركة السياسية من الأساس، والعقدة أيضا أنه لا أحد يتابع ما يجرى بعد نجاح هؤلاء النواب، ودخولهم تحت حماية (سيد قراره)، يتمتعون هم بما أرادوه لأنفسهم من عضوية البرلمان، ويراهنون على أن النسيان هو (سيد قراره) أيضا بين الناخبين الذين صدّقوا هذه الوعود، أو أغرتهم المظاريف المغلقة لأسعار الأصوات.
لن أدعو هنا إلى مبادرة قومية لمحاربة النسيان السياسى بين الجماهير، ولكننى أبادر على المستوى المؤسسى هنا فى «اليوم السابع» إلى إعلان تأسيس أول مركز صحفى للمراقبة البرلمانية للمتابعة المستمرة للنواب الجدد فى البرلمان المرتقب منذ جلسته الأولى.
الفكرة هنا ببساطة أننا لن نسمح لهذه الوعود أن تذهب سدى، ولا لهذه البرامج أن تذروها الرياح، كأنها سراب يحسبه الظمآن ماء، ومن ثم فإن فكرة هذا المركز الرقابى الإعلامى الجديد تقوم على أساس رصد أسماء وبرامج جميع الفائزين بمقاعد مجلس الشعب فى الدورة الجديدة من مختلف الأحزاب السياسية، وتصنيف هذه الأسماء الجديدة فى ملفات خاصة تضم مشكلات الدوائر فى جميع المحافظات، إلى جانب الوعود التى قطعها النائب على نفسه، على أن يقوم محررو «اليوم السابع» ومراسلوها داخل وخارج البرلمان، وفى جميع المحافظات المصرية، بإصدار تقرير شهرى يراجع أوضاع الدوائر الانتخابية، ويرصد حالات انتهاكات البرامج السياسية، والوعود الانتخابية التى قطعها هؤلاء النواب على أنفسهم خلال المعركة الحالية، إلى جانب تقييم الأداء الرقابى والتشريعى لكل النواب الجدد خلال فترة انعقاد المجلس.
فإن كانوا قد أنفقوا هذه الأموال لوجه مصر ولوجه الناس، فسنكون حلفاء لهم، وشهودا بالحق على ما قدموه للناس، أما إن كانوا قد أنفقوها لمصلحة يبتغونها أو صفقات يسعون وراءها تحت القبة، وأداروا ظهرهم لناخبيهم، وتجاهلوا ما أطلقوه من وعود، فلن نكون إلا شهودا أيضا على هذا المكر الانتخابى السيئ الذى لن يحيق فى نهاية المدى إلا بأهله من أصحاب الوعود الكاذبة، والخدع السياسية الرخيصة.
نعلن هنا إطلاق هذا المركز للمراقبة والمتابعة الإعلامية للأعضاء الجدد، لنؤكد أن مصر لا يمكنها أن تنسى، وأن المجلس لن يكون لقمة سائغة لمن يدفع أكثر، وأن الرقابة والتشريع بما يرضى الله ويحقق مصالح البلد هما أقصى ما نبتغيه.
سنراقب البرامج والوعود، ونتابع الأداء السياسى والإعلامى، فمن باع لنا بضاعة سياسية جيدة، سيكون فوق العين والرأس، أما من باع لنا بضاعة السوء من أجل شهوة فى سلطة، أو أملا فى حظوة، فإننا سنرد بضاعته عليه حسرة وندامة.
هذا المركز الإعلامى لرصد أداء نواب مجلس الشعب سيكون هو مبادرتنا الوحيدة ضد النسيان السياسى، وضد الوعود الوهمية، وضد من اشتروا المقاعد من أجل أنفسهم، لا من أجل مصلحة مصر.
(هانشوفكم) مشروع ضد النسيان، يعمل طوال الدورة البرلمانية، فإن أحسنتم أحسنا إليكم.. وإن أسأتم فلن يسامحكم ناخبوكم، طالما كانت المعلومات لحظة بلحظة بين أيديهم من خلال هذا المركز الجديد.
خالد صلاح
أول مبادرة إعلامية ضد الوعود الانتخابية الزائفة وأول مركز للرقابة الإعلامية على البرلمان لمكافحة (النسيان السياسى فى الدوائر الانتخابية)
خالد صلاح يكتب: هانشوفكم ..كل مليم أنفقتموه فى الانتخابات.. سيكون سيفاً عليكم أمام الله وأمام الناس
الأربعاء، 01 ديسمبر 2010 10:14 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة