"أوائل هذا الأسبوع زار وفد يمثل الكنيسة كل من المهندس سيد عبد العزيز محافظ الجيزة واللواء أسامة المراسى مدير أمن الجيزة، قدم الوفد خلال الزيارتين اعتذارًا شفهيًا عن أحداث الشغب التى اندلعت فى منطقة العمرانية من بعض الأقباط، ورغم الترحيب الكبير من المسلمين والأقباط بهذه الزيارة التى تهدف إلى تهيئة الأجواء فهناك أصوات قبطية أعلنت رفضها لهذ الاعتذار واعتبرته فكرة مرفوضة ومنهم الكاتب مدحت قلادة والذى أرسل لنا مقالاً بهذا الشأن هذا نصه"
إنه رجل صادق، شبه اضطهاد الأقباط بـ"مصر" والاعتداء الدائم عليهم "بإنسان فتوة يعتدى على إنسان ضعيف، يكيل له لكمات وضربات موجعة، فنظر الضعيف يمينًا ويسارًا، ولكنه لم يجد من يسعفه، ولذلك انهال عليه الفتوة بضربات أكثر إيلامًا، فلم يحتمل المسكين فأخذ يصرخ بصوت عال، فإذا بفتوة آخر قادم، نظر المسكين يصرخ ويبكى ألمًا، فما كان من الفتوة الجديد بدلاً من مساعدة المسكين وإيقاف دمائه، إلا أن انهال عليه بضربات موجعة ليصمت بدلاً من إنقاذه. "هذا هو حال الأقباط على أرض المحروسة، لم يجدوا صدراً حنوناً يستجيب لآلامهم ويحل مشاكلهم ويزيل الغبن عنهم.
بلا شك أن المصريين مضطهدين، ولكن الأقباط لهم نصيب يضاعف اضطهادهم الطبيعى كجزء من الشعب المصرى، واضطهادهم لكونهم مختلفى الديانة، فالكل يعرف ذلك، فوقوف الكثيرين أمام شاشات الكاميرا يهونون من الاضطهاد، ويطلقون عليها مشاكل طبيعية وأحداثاً فردية، ولكن الواقع أثبت أنه اضطهاد رسمى تشارك فيه كل مؤسسات الدولة، فنرى منذ أسبوعين قيام الغوغاء فى مركز أبو تشت قرية النواهض، بالهجوم عليهم وحرق 20 منزلاً وكل محتوياتهم وسط صرخات الغلابة طالبين الأمن ولكن: أين الأمن؟!.. وبعدها بأسبوعين خرجت قوات أمنية بعربات مدرعة، بقرار من محافظ ومدير أمن الجيزة لسحق الأقباط فى موقعة العمرانية، لأنهم تجرأوا تحت الحاجة، لبناء كنيستهم وذلك بتحويل دار خدمات إلى مبنى كنيسة، وهنا ظهر الأمن المدجج بالسلاح ليسحق الأقباط اللذين لم يجدوا بدًا سوى الاعتراض أمام مبنى محافظة الجيزة، وهناك استباح الأمن حياتهم وأطلق عليهم الطلقات الحية وقتل منهم 3 ومازال محتجزاً 157 تحت التحقيق، لينالوا جزاءهم الرادع.. لأنهم صرخوا ودوّى صوتهم عاليًا، وتزيد الصورة قتامة بمن يطلق عليهم المعتدلين، مثل "مصطفى الفقي" الذى قال فى التليفزيون بعد تصريح رئيس أثيوبيا، أن"مصر "تساعد المتطرفين معللاً ذلك أن الكنيسة تشكو للأثيوبيين.. ربما لإلصاق تهمة الخيانة العظمى للكنيسة القبطية ولأقباط مصر، وتهديد مياه النيل معتقدًا أن ما يحدث من اضطهاد منظم ضد أقباط مصر لم ينشر ولم تتحدث عنه وكالات الأنباء العالمية، فأراد الانتقام من الأقباط بالزج بهم فى قضايا مصيرية.
وسار الإعلام المصرى على نفس الوتيرة فى اعتذار "الأنبا ثيودسيوس" أسقف الجيزة وهو ليس اعتذاراً، بل هو عدم أى تمنية أن تتصاعد الأمور بهذه الدرجة، وكان يجب على محافظ الجيزة اتّباع القانون بإخطار المبنى المخالف والانتظار خمسة عشر يومًا.. ولكن هيهات، لابد من سحقهم ربما للتغطية على التزوير فالتضحية بالأقباط فى التاريخ المصرى الحديث، معروف للكل كما ذكر صديق لى قريب جدًا من لجنة السياسات، إننا فى الثمانينات والتسعينات ضحينا بالأقباط للجماعات المتطرفة من إخوان وجماعات لتستقر أمور النظام بعد حادث المنصة.. إن فكرة الاعتذار فكرة خاطئة، وتجعل الفتوة يزداد تنكيلاً وسحقًا للضعيف، فالمتظاهرون ذهبوا ليعبروا عن غضبهم من تعنت محافظ وتواطؤ أمنى، فإذ بوابل من الرصاص يطلق عليهم، فالاعتداء على البوليس بالمولوتوف ليس من خصال الأقباط بل كان يجب أن يحاكم من اندس بينهم، فربما أتباع الأمن فعلوا ذلك لإلصاق التهمة على الأقباط.
يا سادة إن الأقباط شعب مسالم لا يعرف سوى الحب ودينه دين الحب وليس الكراهية، فلابد أن يحاسب المسئول ويحاسب الأمن على الاضطهاد والتنكيل على المحتجزين والاعتداء عليهم وإصابة بعضهم بالعجز.
أخيرًا التحدث عن "اعتذار".. يكون بمثابة اعتذار الضحية لناحرها، فالأفضل طلب لجنة محايدة فى التحقيق فليس من العدل أن يكون الجانى هو القاضى..
شكراً خاصاً لكل من صرح بأعلى صوته من الإخوة المسلمين لا للظلم، شكراً لكل من رفع صوته بحقوق الأقباط، شكراً خاص للأستاذة "فاطمة ناعوت" التى بكتاباتها تفضح المتطرفين والمتخاذلين.. شكرًا لكل مصرى صادق أمين، أما من يقال إنهم معتدلون فقد فضحتهم غزوة البوليس المصرى فى العمرانية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة