وائل لطفى

إسرائيل هى السبب

الأربعاء، 15 ديسمبر 2010 07:43 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مبدئيا، وقبل أى كلام، (ملعون) أبو إسرائيل ومن يحب إسرائيل، أنا أكره إسرائيل مثلما تكرهها أنت، وهو، وهى، لكن هذا ليس مبررا أبدا أن نحول إسرائيل إلى شماعة نعلق عليها فشلنا وقلة حيلتنا كلما ألم بنا طارئ، أو أن نجعل من اليد الإسرائيلية تفسيرا سحريا لكل الألغاز التى لا نستطيع أن نقدم لها تفسيرا علميا أو منطقيا.

لقد لفتت نظرى التصريحات المتتالية لمسئولين مختلفين، كان أبرزهم د. مصطفى الفقى والتى تحمل إسرائيل مسئولية التهام أسماك القرش للسياح فى شرم الشيخ، وترى فى الأمر مؤامرة لضرب السياحة المصرية، وعلى مدار سنوات كنا نحمل إسرائيل مسئولية العديد من المشاكل والكوارث التى نصنعها بدءا من الفتنة الطائفية، وحتى ظاهرة انتشار اللبان الجنسى فى بعض جامعات مصر فى التسعينات وليس انتهاء بظاهرة الإغماء الجماعى للفتيات فى بعض مدارس محافظة البحيرة.

ثم جاء التقرير العربى الثالث للتنمية والذى أعلنته جامعة الدول العربية الأحد الماضى ليقول إن الاحتلال الإسرائيلى مسئول عن إعاقة جهود التنمية فى (المنطقة العربية) على جميع المستويات، ولا أدرى لماذا لم تقل إسرائيل يوما إن عداء اثنين وعشرين دولة عربية لها كان سببا فى تراجع جهود التنمية لديها ولو بنسبة واحد فى المائة، مع أنها لو قالت ذلك لكان أقرب للمنطق من حيث المقارنة العددية، ولا أدرى أيضا كيف أغفل العرب الذين اشتركوا فى إعداد التقرير أن إسرائيل ليست مسئولة عن الجهل والأمية والفساد والتواكل، وعدم احترام العمل والعلم، وهى كلها صفات وأمراض موجودة فى المجتمعات العربية ومن شأنها أيضا بكل تأكيد أن تعوق جهود التنمية فى الوطن العربى، وهو الأمر الذى نرى آثاره واضحة وليست فى حاجة لتقارير لكشفها أو الحديث عنها.

أخشى حقيقة أن تتحول إسرائيل فى العقل العربى للشماعة التى نعلق عليها قصورنا وتقصيرنا وفسادنا وجهلنا، تماما كما تحول (جدر البطاطا) فى وعى بطلة رائعة يوسف إدريس الحرام إلى سبب لكل الكوارث التى مرت بها وبأسرتها كعاملة تراحيل فقيرة يطحنها الفقر والمرض والاحتياج الجسدى والعاطفى، حيث لا تنى تردد بين كل لحظة وأخرى (جدر البطاطا يا ضنايا هو السبب).

أخشى أن تتحول إسرائيل فى العقل العربى إلى (جدر البطاطا) الذى نعلق عليه أسباب فشلنا وعجزنا وفضيحتنا فى حين أننا مثل بطلة الحرام، نتظاهر بالبحث عن جدر البطاطا ونترك حكامنا وإسرائيل أيضا يفعلون فينا ما فعله محمد ابن قمرين ببطلة فيلم الحرام.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة