مدحت قلادة

الفتوة

الأربعاء، 15 ديسمبر 2010 07:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رجل ممشوق القوام، ذو قوة جسدية يفرض إتاوات على التجار وأصحاب الأموال لحمايتهم، حصيلة تلك الأموال له ولأتباعه دائمًا مكروه من الكل، ماعدا أتباعه "لأنهم بالطبع مستفيدون منه" تجد بين أتباعه القطط السمان والحيتان والخارجين على القانون..
سرحت بخيالى مع الفتوة تذكرت الفنان العملاق الرائع "فريد شوق " (3 يوليو 1920 - 27 يوليو 1998) الذى لقب بألقاب ملك الترسو، وحش الشاشة، الملك ونالها عن استحقاق ذلك الفنان الرائع الذى أجاد دور الفتوة فى السينما المصرية بجدارة، ورسم صورة صادقة عن الفتوة ودورة بل وصناعته أيضًا فى فيلم "سوق روض الفرج" مع الفنانة تحية كاريوكا.
الفتوة "فريد شوقى" فى السينما يساعد المقهور ويعطف على فقراء الحى وأحيانا ظهر لمن لا ظهر له، وعلى أرض الواقع المصرى، تتنوع أنواع الفتوة فهناك فتوة أمنية وفتوة سياسية وفتوى دينية.. ولكننا سنركز على الفتوة السياسية والدينية، نترك الفتوة الأمنية لأن جميع المصريين حفظوا دوره الأمنية عن ظهر قلب من خلال أقسام الشرطة وكتاب علشان ماتنضربش على قفاك.

الفتوة السياسية، حزب يسيطر على الساحة السياسية لديه مفاتيح الدولة من إعلام ومجالس محلية ومجالس تشريعية.. يدعى أنه مفوض من قبل الشعب، بين أعضائه عدد من المنتفعين وأصحاب المصالح الخاصة، كما يضم بين أعضائه من يعتب على وزارة الداخلية على حنيتها مع المواطنين، ملتمسا ضرب المتظاهرين بالرصاص الحى الذين انتخبوه! كل أتباع الفتوة يؤيدونه لكونه ظهرا لهم طبقا للمثل القائل "اللى مالوش ظهر ما ينضربش على بطنه".. فهو يملك مفاتيح السياسة والاقتصاد أيضًا..

أما "الفتوة الدينية" فهم جماعة تعتقد أنها تملك الحقيقة المطلقة فهى تملك وحدها الحل ولا حل إلا بها، مستعينة بعدد لا نهائى من الآيات لدغدغة مشاعر البسطاء لكسب ودهم وصوتهم، من يقف أمام الفتوة الدينية كأنه يقف أمام الله فتهدد وتتوعد وتسخر الآيات، لتحقيق مآربها، فتسرق وتحرق وتستحل باسم الدين من يقف أمامها.

كمثال للفتوة الدينية جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية اختزلوا الدين فى فكرهم والخارج عنهم كافر وزنديق ويستحق النحر، الفتوة فى الأفلام المصرية يضرب الخصم، أما فى الفتوة الدينية لا بديل إلا بتطبيق شرع الله "حسب معتقدهم"، من يستطيع أن يقف أمام جماعة امتلكت الحقيقة المطلقة.. وما نراه من جماعات الإسلام السياسى ما هو إلا "فتونة دينية"، فكما يتعارك فتوات المنطقة تتعارك وتتراشق الجماعات الإسلامية بعضها البعض، فيكفرون ويستحلون دماء بعضهم البعض.

وعلى أرض المحروسة الفتوة السياسية تملك من الدهاء أن تلعب على كل التيارات تارة تتعاون مع الفتوة الدينية وتارة تحاربهم وتسحقهم تارة تخرجهم من جحورهم وتارة تقصيهم مستخدمة مع كل التيارات العصا والجزرة بهدف واحد وحيد بقاؤها على رئة البلد.
أخيرا الفتوة فى السينما المصرية يوثر على محيط المنطقة أما الفتوة الدينية والسياسية فيوثر ليس على المنطقة، بل على العالم إن أمكن ليشع فيه الخراب والدمار.
الحل يكمن فى ديمقراطية حقيقية مع فصل الدين عن الدولة فالدين له مكانه "مسجد أو كنيسة"، ويسكن قلوب البشر.

أظهرت انتخابات 2010 هيمنة الفتوة السياسية وهزيمة الفتوة الدينية ببركات الرئيس الأمريكى باراك أوباما ومازال الشعب المصرى شاهد ماشافش حاجة..
ترى متى تنتهى الفتوة السياسية والدينية بمصر؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة