قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر» سأل الصحابة «وما الجهاد الأكبر؟» قال عليه الصلاة والسلام «جهاد النفس» وقال الله سبحانه وتعالى «إن النفس لأمارة بالسوء» آه من النفس وحبائلها فإنها تجر الإنسان إلى المهالك دون أن يشعر وتجمل المعاصى حتى يرتكبها.. قال الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام «أعدى أعدائك نفسك التى بين جنبيك» فهى تميل إلى البخل فإذا أراد الإنسان أن يتصدق أو يساعد أحد المحتاجين صرخت فى أعماقه أن هذا الطريق يؤدى إلى الفقر فيتراجع العبد عن الخير الذى كان سيفعله.
وقال المتصوفة «خالف النفس والهوى والشيطان» ففى مخالفة النفس وتوابعها ينقذ الإنسان نفسه من الهلاك ومن الدمار لأن هذا الثلاثى الشرير إذا تركه الإنسان حرا فسوف يتلاعب به وبحياته وبالتدريج يطفئ النور الموجود فى قلبه ويطمس سريرته، وعندما يتمكن هذا الثلاثى منه يحب هذا الإنسان مصاحبة الموتى مثله الذين اختاروا الرذائل وكل ما هو منحط فى الدنيا التى جعلها الله سبحانه وتعالى مزرعة للآخرة. وتتمكن مع الوقت الخصال الذميمة فى أعماقه وبالتدريج لا يقوى على فعل الخير حتى البسيط منه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه من نفسه التى بين جنبيه» والله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم هما الخير كله والنور كله والرحمة كلها وبهما الكمال فى القول والفعل وبهما ومن أجلهما يكون السخاء بالمادة وبالروح ومن أجلهما يكون الصدق فى كل شىء فلا زيف ولا كذب ولا رياء ولا نفاق بل مكارم الأخلاق، فقد قال حبيب القلوب والأرواح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» والنفس التى لم يهذبها صاحبها بالإسلام تريد عكس كل ذلك.. اللهم مكنا من تهذيب نفوسنا.. آمين.