اندفع الكثير من محبى السينما وعشاق الفن السابع فى مصر للتعبير عن سعادتهم البالغة بحصول مصر على أكبر عدد من الجوائز فى تاريخ مهرجان القاهرة السينمائى، فى دورة واحدة.
فلم يحدث من قبل فى نفس الدورة أن فاز فيلمان مصريان بجوائز المسابقة الدولية والعربية، وفازت مصر بجوائز التمثيل الأولى، وبالرغم من محاولات البعض التشكيك فى نزاهة لجان التحكيم فى مهرجان هذا العام، وهى محاولات غير موضوعية ولا تستحق التوقف كثيرا عندها، وإنما يجب أن نلتفت جميعا للاستفادة من هذه الدفعة والبناء عليها لتطوير صناعة السينما، والانتقال لمرحلة جديدة فى عالم الفن السابع.
ما لفت انتباهى وجعلنى أبدو سعيدا بحق مثل الكثيرين، هى طبيعة التقدير الذى حدث للأفلام المصرية، ففيلم ميكروفون فاز قبل شهرين بالجائزة الكبرى فى مهرجان قرطاج، ويشارك حاليا فى مهرجان دبى وسيشارك فى عدد كبير من المهرجانات العام المقبل، وهو يمثل خطوة مهمة فى مسيرة السينما المصرية، لأنه يفتح أبوابا حقيقية للسينما المستقلة التى يمكن أن تكسر احتكار شركات التوزيع التى أفسدت السينما المصرية فى السنوات الأخيرة.
وفيلم الشوق يعد امتدادا لنوعية من الأفلام التى لا تعتمد على أسماء نجوم الشباك، ولكنه يعتمد على قيمة الفكرة وطريقة التناول وتميز الأداء الجماعى، وهى المعايير التى ميزت عددا كبيرا من الأفلام المميزة فى تاريخ السينما، وكلتا التجربتين مع تجربة مشاركة عمرو واكد فى الفيلم الإيطالى الأب، والغريب والتى جاءت جميعها فى وقت متزامن يجعلنى آمل بإمكانية تغيير الأفكار السائدة لدى الكثيرين من صناع السينما فى مصر.
وبالرغم من أننى كنت متشائما إلى حد ما فى منتصف هذا العام من عدم ظهور أى فيلم وقتها، يمكن أن يمثل إضافة حقيقية للسينما المصرية، إلا أن ما حدث خلال الأسبوع الماضى يدفعنا جميعا للتفاؤل أملا فى أن يكون العام المقبل أفضل للسينما المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة