قالت له المذيعة، وعلى وجهها ابتسامة بلهاء: أكيد انت تعبت وكان نفسك فى العالمية مش كده، وأكيد طبعاً انت موهوب وتستحقها.. الخ.
كان السؤال للفنان عمرو واكد بمناسبة حصوله على جائزة أفضل ممثل فى مهرجان القاهرة السينمائي، مناصفة مع والرتكى إليساندرو جاسمان عن مشاركتهما فى الفيلم الإيطالى "الأب والغريب".
شعرت أن عمرو احتار كيف يرد، ولكنه فى النهاية قال كلاماً محترماً، وهو أن العالمية ليست فى تعلم لغة، فليس كل من يتكلم بلغة أوروبية يصبح عالمياً. وضرب مثالاً بالأستاذ العظيم نجيب محفوظ الذى لم يكتب أو يتكلم سوى بالعربية، ومع ذلك حصل على جائزة نوبل العالمية (لأنه يتم منحها لأى إنسان بغض النظر عن جنسيته أو عرقه أو دينه أو فكره)، وتمت ترجمة أعماله إلى كل لغات العالم.
لكن المذيعة ارتبكت، فهذا المفهوم للعالمية يتناقض تماماً مع الطنطنة الملقاة على الأرصفة، والتى التقطتها مثل عدد لا يستهان به من الصحفيين فى بلدنا.. لكنها بعد مماحكات لم يكن أمامها حل، سوى الانتقال إلى سؤال آخر لا طعم ولا لون له.
الحقيقة أن المفهوم الذى طرحه عمرو، وطرحه من قبله آخرون، نحتاج إلى استعادته مرة أخرى، فليس كل ما ينتجه الغرب من ثقافة وفنون يصبح عالميا، لأنه تم إنتاجه فى الغرب. وليس كل ما تنتجه هوليود نقول عليه عالمى، فهذه أكاذيب، فأفلام هوليود أمريكية، حتى لو كان يتم توزيعها فى كل أنحاء العالم، ومن يشارك فيها من المصريين لم يصبح عالميا، ولكنه شارك فى أعمال فنية أمريكية فقط لا غير.
فالعالمية فى تقديرى، هى أن يكون الفنان محلياً لأقصى درجة، وفى ذات الوقت يمس شعوراً إنسانيا لدى كل البشر. وهذا لا ينطبق إلا على النادر من إنتاج أهل الغرب وأهل الشرق والبشر فى كل مكان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة