تسأل قارئة: ما الفرق بين النوبات الصرعية التى تصيب الأطفال
والتشنجات؟
تجيب عن السؤال الدكتورة سوزيت ،براهيم هلال، رئيس مجال أمراض الأعصاب واستشارى الأعصاب لذوى الاحتياجات الخاصة بالمركز القومى للبحوث قائلة: فى البداية ننبه بأن مرض الصرع يعتبر أحد أكثر الأمراض ظهورًا لدى الأطفال فى الآونة الأخيرة نظرا لما يتميز به هذا العصر الذى نعيشه بما يحتويه من تكنولوجيا حديثة متطورة وكثرة استخدام الأجهزة الإلكترونية مع كثرة التعرض لها، والصرع عبارة عن خلل فى حركة الجسم نتيجة لزيادة فى إفراغ الشحنات الكهربائية لمجموعة من خلايا المخ.
وهناك خلط بين الصرع كمرض والتشنجات كعرض، فالتشنجات عبارة عن خلل حركى ناتج من حركات أوهزات لاإرادية متكررة للعضلات وقد تصيب كل العضلات أو تصيب مجموعة خاصة فقط من العضلات، وهى تنتج عن خلل لاإرادى لوظائف المخ والتى تعبر عن نفسها بهذا الخلل أو قد يصاحبها فقدان للوعى، نشاط حركى غير طبيعى، خلل فى السلوك، مع خلل وقصور حسى أو للجهاز العصبى اللاإرادى أو التلقائى.
أما الصرع والاختلاجات فهى عبارة عن حدوث نوبتين أو أكثر من التشنجات، وينتج عن استثارة جزء من القشرة المخية بطاقة كهربائية زائدة وتعبر عن نفسها بهذة النوبات الصرعية، ففى الوضع الطبيعى تقوم خلايا الدماغ بإنتاج بعض الطاقة الكهربائية ترسل عبر الجهاز العصبى وتحرك العضلات وفى بعض الأحيان يفشل دماغ المريض بالصرع فى التحكم فى إنتاج الطاقة، وتحدث صدمة الصرع، والتى تعرف بالنوبة الصرعية عندما تخرج هذه الخلايا دفعة عنيفة ومفاجئة من الطاقة الكهربائية.
أما عن نسبة حدوث هذه النوبات الصرعية فنجد أن حوالى ثلثى عدد الحالات التى تعانى من ظهور النوبات الصرعية نجدها من النوع الجزئى (الصرع الجزئى)، فى حين أن الثلث الآخر من الحالات التى تعانى من النوبات الصرعية تكون من نوع الصرع الكلى.
أما عن معدلات الصرع عالميًا فإن مرض الصرع يمثل حوالى 1% من سكان العالم، وأن حوالى 20 إلى 55 حالة يتم اكتشاف إصابتها بالصرع سنويا من بين كل 100000 شخص ومعظم الحالات من الأطفال.
أما عن مسببات مرض الصرع فهى عديدة ومختلفة، فهناك العديد من المسببات والتى تعتبر المسئول الرئيسى لحدوث هذة النوبات فهناك أنواع من الصرع يكون العامل الوراثى والجينى لاعبا رئيسيا فى حدوث النوبات الصرعية، كذلك قد نجد أن حدوث مشاكل صحية للطفل عند ولادته سواء كانت هذه المشاكل متعلقة بالولادة نفسها أو بمشاكل صحية أصابت المولود خلال الفترة المباشرة بعد الولادة.
أيضا قد نجد أن بعض حالات الصرع تكون نتيجة لإصابات بالرأس فى سن مبكرة، كما أن بعض أنواع العدوى خاصة فى المراحل العمرية الولى للطفل قد تكون هى المسبب الرئيسى للنوبات الصرعية عند الطفل، وهناك أيضا بعض الأمراض والتى يولد بها الطفل كعيوب التمثيل الغذائى (Metabolic)، وبعض الأمراض الخاصة بالغذاء والتغذية خاصة فى المراحل الأولى من عمر الطفل،، هذا غير إصابات الطفل بضمور المخ، وقد يكون الصرع من النوع ذى القابلية لنقل المرض عند بعض عائلات بعض مرضى الصرع. (Heredofamilial)
كما أن بعض الدراسات الحديثة أشارت إلى علاقة بعض الأغذية وبين نوبات الصرع لذلك كان هناك ما يعرف بالعلاج التغذوى لحالات الصرع (Ketogenic Diet)، ولكن هذا النوع من العلاج يحتاج إلى احتياطيات عديدة ويلزمه وجود الطفل فى المستشفى للمتابعة المستمرة لحالتة طوال اليوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة