احتفلت الشيعة الأيام الماضية بإحياء ذكرى مقتل الحسبن، ففى العراق، وإيران خصوصاً خرج الآلاف من الشيعة يشقون الجيوب ويلطمون الخدود حزناًَ على حادثة استشهاد حفيد النبى - صلى الله عليه وسلم.
وفى هذه الأثناء خرجت بعض الأصوات تنادى بحرية الشيعة فى مصر بأن يحتفلوا بطقوسهم، استناداً إلى حرية الدستور الذى كفل لهم حرية التعبير، والعهود والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان التى نصت على ذلك.
لكن هؤلاء الدعاة نسوا عدة أمور وهى أن الشيعة فى مصر، أغلبهم، وافدون من الخارج، أى أنهم يعاملون كالأجانب، إذن فحينما يعيشون على أرض مصر لابد أن يدركوا أنهم يعيشون على أرض إسلامية سنية ودينها الإسلام، إذن عليهم، أى الشيعة، أن يحترموا الدين الرسمى فيها المثبت بالدستور.
ومن هذه الأمور أيضا أن مصر كدولة إسلامية لها مشاريعها النهضوية الإسلامية، إذن فحينما يقيم الشيعة على أرضها لابد ألا يعوقوا هذه المشروع النهضوى فى كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية... إلخ.
كما عليهم أن يدركوا أن هناك فروقا جوهرية بين المذهب السنى والشيعى، بالتالى عليهم مراعاة خصوصية هذا المذهب السنى الذى يدين به معظم المجتمع، فلا يعملوا على مسخه أو تشويهه أو حتى تغييره.
وليس هذا معناه أن الإسلام والمسلمين يحجرون على رأى أو تفكير أحد، فالأصل فى الإسلام أن يعيش المسلمون وكافة البشرية يتبادلون فيه المنافع والمصالح بشكل يحفظ للآخر حريته.
وفى الوقت نفسه تنطبق هذه الشروط أيضا على المسلمين الذين يعيشون فى إيران والمسلمين الذين يعيشون فى أوروبا.. فليست الحرية التى يتغنى بها الكثيرون مطلقة، فهى حرية يجب ألا يتعدى الفرد فيها على حرية الآخر.
ولا يعنى التزام الشيعة بتلك الأمور أنهم خارج الوطن العربى الكبير، فالشيعة هم جزء من تكوين العالم العربى الكبير، فيجب إقامة علاقات مشتركة معهم بحكم الاشتراك فى التاريخ.
ولعلك تسأل عزيزى القارئ عن وضع المسيحيين فى مصر.. هل يقيمون احتفالاتهم بكامل حريتهم.. أقول نعم "بالفم المليان" لأنهم شركاء فى صناعة نهضة هذا الوطن.
وفى النهاية أتساءل هل يمكن أن يتكرر مشهد الاشتباكات بين السنة والشيعة الذى حدث فى السعودية - أثناء احتفال الشيعة بعاشوراء وأسفر عن اعتقال 38 شخصاً وإصابات بين المواطنين - فى مصر بداعى الحرية؟؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة