أسدل الستار على فعاليات الدورة الـ16 لمهرجان الإعلام العربى والتى حظيت مصر بنصيب الأسد من جوائزها، وبعيداً عن الهمهمات والكلام المرسل حول توقع الجوائز قبل توزيعها، وما يتعلق بشكل التحكيم الجديد، ومحاولات التشكيك فى الجوائز والقول بأنها محسومة لفلان أو علان هى بحق محاولة سخيفة للتقليل من التطور الحقيقى الذى يشهده الإعلام المصرى والطفرة التى شهدتها الدراما المصرية فى هذا العام ولا يستطيع أحد أن ينكرها.
لذلك سارت التوقعات فى الاتجاه الصحيح إلى حد ما، لأن العمل الجيد ببساطة يفرض نفسه ولا يصح أن تخطئه العين، فمن منا لا يتوقع أن تذهب جائزة التمثيل فى العمل التاريخى إلى الفنان إياد نصار مثلاً، أو جائزة السيناريو فى نفس الفئة إلى الكاتب المبدع وحيد حامد، والإخراج إلى محمد ياسين عن مسلسل «الجماعة» والذى يعد واحداً من الأعمال التى حققت أعلى نسب مشاهدة فى رمضان الماضى وحصد إعجاب الجمهور العادى والنقاد، وأشاد الجميع بمستواه الفنى، لذلك استحق أيضاً الجائزة الفضية، فى حين ذهبت الذهبية للمسلسل شديد التميز «القعقاع بن عمرو التميمى»، والذى لم تتح لنا مشاهدته على الشاشات المصرية للأسف، نفس الحال بالنسبة للمسلسل الاجتماعى «قصة حب» والذى صاغه الكاتب مدحت العدل برقة ووعى شديدين، وقدمت من خلاله بسمة واحداً من أجمل أدوارها، كذلك الأمر بالنسبة للنجم جمال سليمان، وأيضاً مسلسل «الحارة» للمخرج المتمكن من أدواته الفنية سامح عبدالعزيز، وهل يختلف أحد منا على مستوى الأداء الرفيع للنجم صاحب التاريخ محمود ياسين عن دوره فى مسلسل «ماما فى القسم».
إذن الجوائز ذهبت إلى الأعمال جيدة الصنع والتى تم اختيارها كأفضل وأحسن الأعمال فى كل عناصرها الفنية فى أغلب الاستفتاءات التى عقدت عقب انتهاء شهر رمضان والذى بات بمثابة عرس للدراما المصرية والعربية، لذلك لا يصح بأى حال من الأحوال التشكيك فى اختيارات لجان التحكيم لأن الجوائز ذهبت للمبدعين الذين يستحقونها.
وبما إننى أتيح لى وللمرة الأولى أن أكون ضمن لجان التحكيم - بعيداً عن مجال الدراما - أؤكد ومن باب التجربة أننا كلجنة تحكيم لم نتعرض لضغوط من أحد فى أن تذهب الجائزة لهذا البرنامج أو ذاك، ولكننا قمنا باختياراتنا الأولية عن طريق موقع إلكترونى شديد التميز أنجزه وأطلقه القائمون على المهرجان، وبعدها باشرنا مهمتنا على مدار 3 أيام لاختيار الأعمال الفائزة بشكل نهائى فى مناقشات لم يتدخل أحد من قريب أو بعيد فيها، ودارت المناقشة بحيادية شديدة بين جميع أعضاء اللجنة والذين كانوا ينتمون لعدة بلدان عربية مختلفة، وكان الانتصار فيها للجودة والقيمة الفنية، وأكملنا مهمتنا، وسلمنا النتائج فى مظروف مغلق، وأعلنت النتائج كما اختارتها اللجنة تماماً، ولم نر السيد رئيس لجان التحكيم الناقد على أبوشادى أو المهندس أسامة الشيخ رئيس المهرجان ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون سوى مرة واحدة فى اجتماع عام عندما كانا يتحدثان إلى لجان التحكيم عن القواعد العامة للتحكيم وشكله الجديد الذى وضعه أبوشادى، واستطاع من خلاله أن يجمع أكثر من 200 مبدع وناقد وإعلامى من جميع الدول العربية، وقد تكون الدورة الـ16 هى الانطلاقة الحقيقية لمهرجان الإعلام العربى فى اتجاه الموضوعية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة