على درويش

من اتقى الشر وقع فى الخير

الخميس، 30 ديسمبر 2010 03:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الله العزيز الحكيم للخلق أجمعين «لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة» لأن فى هذه القدوة السعادة والهناء لأنه صلى الله عليه وسلم هو الإنسان الكامل، وهذا لكمال صفاته واستقامة أخلاقه وحسن وصفاء حديثه ونورانية سلوكه، وسمو منطقه، ورقى مسعاه، ورحمة قلبه، ورقة مشاعره وإخلاصه فى توجهه وإدراكه لعظمة خالقه العلى القدير، وسجوده الكامل لله سبحانه وتعالى، وشكره الدائم لملك الملوك ذى الجلال والإكرام، وذو الهجرة الكاملة ظاهرا وباطنا، ومحبته للكمال والجمال، وإدراكه لهما وتقديمهما للبشرية جمعاء، وبغضه للفحش والفحشاء.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم محبا للخير، وقد دل على الخير فى قطاعات وأفرع الحياة كلها، فقال: «من اتقى الشر وقع فى الخير» بمعنى أن من ابتعد عن الشر وجد نفسه فى طريق الخير، ومن ذاق الخير لا يتركه إلا إذا كان من أهل الشقاء والعناء فى الدنيا والعذاب فى الآخرة. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه مطابقا لما جئت به». لأن الهوى إذا كان مخالفا لطريق النبى عليه الصلاة والسلام أهلك صاحبه، وحشره فى الزمرة المغضوب عليها من رب العباد.

لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من كانت هجرته لله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لامرأة ينكحها أو دنيا يصيبها فهجرته لما هاجر إليه» فهجرة العبد لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم هى هجرة للدائم والباقى والأزلى، والهجرة لأسباب مادية محضة هى هجرة للرذائل والمتغير والفانى. الحقيقة التى لا مفر منها هى أن الهجرة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم تزرع الدنيا وتجعلها مزرعة للآخرة، بحيث ينال العبد رضى ربه، ويحظى بجنته، أما غير ذلك فمصيره الظلام والهلاك والعذاب. الله سبحان وتعالى يحب عباده، ولذلك دلهم على الأسوة الحسنة التى هى المدخل إلى الجنة والسعادة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة