فى آخر أيام السنة يعترينا شعور هو مزيج من الحزن والإحباط والخوف من المجهول، كل ذلك مقترن بأمل أن أيام العام الجديد تكون أفضل من سابقتها، فما مصدر هذا الشعور المرتبك والمتناقض؟.
نحن من نصنع أيامنا ونصبغها بالحزن والاكتئاب أو بالأمل والسعادة، لا أحد يستطيع أن يقدم لى أو لك شيئاً، كل واحد منا هو من يقرر ويتحرك لصناعة يومه وغده حسب خططه وإرادته ومدى حرصه على تحقيق ما يريد، أو على العكس من ذلك، ينتظر أن يهبط عليه، كل ما يتمناه، مع المطر من السماء، بدءاً من الإصلاح السياسى، وصولا إلى نظافة الشوارع.
فى آخر أيام العام أريد أن يسأل كل واحد منا نفسه بصراحة، كيف تحرك على المستوى الشخصى وعلى المستوى العام خلال السنة المنصرمة، على المستوى الشخصى، هل كانت تحركاته وفق خطط مرسومة لحياته يعمل بقوة على تنفيذها، أم جاءت كلها ردود فعل لما يُفرض عليه ولما تقع به المصادفات؟ هل حقق المستهدف مما خطط له أم عجز عن التقدم خطوة فى برنامج طموحاته؟
لابد أن يعرف كل منا ماذا يريد، أن يبقى فى هذا البلد، أن يهاجر، أن يختار مسار العمل الذى يرى نفسه فيه، هل يريد الانخراط فى العمل السياسى أم يكتفى بالإدلاء بصوته فى الانتخابات، لكن عليه الإيمان، حقيقة، أن الأول من يناير 2020 هو نتيجة مباشرة لما يصنعه فى 2011، وألا مبرر إطلاقا لضياع عشرة أو عشرين عاما من عمره إلا تقاعسه عن التخطيط لحياته وضعف إرادته عن تنفيذ ما يريد.
إذا كنت ممن يسيّرون حياتهم بالبركة والتواكل وحسبما تأتى به الرياح، فاعرف أنك لن تتجاوز أبدا مصير خشبة طافية على مياه النيل، تتقاذفها الأمواج الهادئة حتى تتعلق بها أعواد القش وتجذبها إلى بقعة على الشاطئ لتظل قابعة فى مكانها إلى ما شاء الله، وليكن العام الجديد بالنسبة إليك بداية، نعم بداية لتغيير المصير، لمعرفة ماذا تريد وكيف تحقق ما تريد.
إذا عرف كل منا ما يريد على المستوى الشخصى، وعرف كيف يخطط جيدا لتحقيقه، أتوقع أن تشهد الحياة العامة إصلاحات جذرية، بشكل تلقائى، لأن الناس ستكون مدركة لما تريد على المستوى العام، وتعمل على تحقيقه، لكن أولا دعوا كلا منا يكتشف مشروعه الشخصى، ويتجه لتحقيقه بإرادة قوية مع بداية هذا العام الجديد.