محمد صلاح الزهار

مُشادة بين وزير الداخلية ورئيس الوزراء

السبت، 04 ديسمبر 2010 08:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبيل إجراء العملية الانتخابية لاختيار أعضاء مجلس الشعب الجديد بأيام قليلة عقد مجلس الوزراء اجتماعا مهما بكامل أعضائه لتدارس معالم المشهد السياسى فى الشارع المصرى.. بدأ وزير الداخلية فى تلاوة تقرير مهم يحوى تقديرات جهاز الأمن لنسب المقاعد التى يتُوقع أن يحصل عليها مرشحى الأحزاب السياسية المشاركة فى العملية الانتخابية، بما فيها الحزب الوطنى الحاكم، أشار وزير الداخلية إلى أن تقارير المتابعة الميدانية والاستقصاءات تشير إلى أن مرشحى الحزب الوطنى ينتظر أن يحصلون على نسبة لن تتجاوز 75% من العدد الإجمالى لمقاعد البرلمان، بينما يتوقع أن يحصل مرشحو باقى أحزاب المعارضة على نسبة الـ25% الباقية من المقاعد وسيكون فى مقدمتهم مرشحى حزب الوفد المتوقع أن يحصدوا النسبة الأكبر من هذه المقاعد.

لاحظ الموجودون بالقاعة، أن علامات التأفف بدأت تكسو ملامح وجه رئيس الوزراء بمجرد أن بدأ وزير الداخلية فى طرح الرؤى المتوقعة لنسب النجاح التى ستحصدها الأحزاب فى الانتخابات المرتقبة، ولاحظوا أيضاً أن حدة ملامح وجه رئيس الوزراء وتأففه كانت تتزايد كلما كان الوزير يواصل طرح توقعات أجهزته عن النتائج المتوقعة لعملية التصويت المرتقبة.. لاحظ الموجودون، كذلك أن رئيس الوزراء لم يستطع احتمال ما يقوله وزير الداخلية عن تبريرات أجهزته للنسب المتوقعة التى سيحصل عليها مرشحى الحزب الحاكم، فقام رئيس الوزراء بإدارة كرسيه فى وجه وزير الداخلية ـ أعطاه ظهره ـ بما يعنى إنه غاضب جداً مما يقول وزير الداخلية ورافض لتوقعاته وتوقعات أجهزته عن عدد المقاعد المتوقع أن يحصل عليها مرشحى الحزب الحاكم، فتصاعد الموقف بصورة درامية ساخنة بعدما شعر وزير الداخلية بالإهانة من تصرف رئيس الوزراء وتوقف عن استكمال تلاوة تقريره وأغلق ملف الأوراق الموجود أمامه، وقال بانفعال موجهاً كلامه لرئيس الوزراء: "لما وزير داخلية مصر يكون بيعرض تقرير مهم على رئيس الوزراء واجب عليه - يقصد رئيس الوزراء - أن يستمع جيدا وبإنصات"، ثم قام من مقعده غاضباً حاملاً أوراقه متوجهاً إلى خارج قاعة الاجتماعات، حاول الوزراء تهدئة الموقف ولكن دون جدوى، وامتدت يد وزير الداخلية بعصبية ليفتح باب القاعة ثم شد الباب خلفه بقوة فتحطم "لوح زجاج" باب القاعة وهنا شعر رئيس الوزراء بإهانة شديدة، وروى بعض الموجودين أنهم سمعوا رئيس الوزراء يردد لنفسه "يا أنا ياهوه"!

هذه الواقعة حدثت فى الأسبوع الأخير من شهر إبريل سنة 1984.. كان اللواء حسن أبو باشا بصفته وزيرا للداخلية يحضر اجتماعاً لمجلس الوزراء برئاسة الدكتور فؤاد محيى الدين - رئيس مجلس الوزراء وأمين عام الحزب الوطنى الحاكم – لتدارس الموقف السياسى عشية إجراء الانتخابات البرلمانية لاختيار أعضاء مجلس الشعب الجديد.

عقب إتمام الانتخابات تحققت توقعات وزير الداخلية وحصل مرشحو الحزب الحاكم على ثلاثة أرباع مقاعد البرلمان، وعلى الرغم من أن الدكتور فؤاد محيى الدين لم يمهله القدر لتأليف الوزارة الجديدة - فقد انتقل إلى رحاب الله بعد هذه الواقعة بأيام قلائل قبيل انعقاد مجلس الشعب الجديد ـ إلا أن اللواء حسن أبو باشا أبُعد عن منصبه كوزير للداخلية بعد هذه المشادة بحوالى شهرين تقريباً تنفيذاً لرغبة الدكتور فؤاد محيى الدين على الرغم من أنه كان "رفاة " لا يملك من أمر نفسه شيئاً حيث ترك أبو باشا مقعد وزير الداخلية ليشغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الحكم المحلى، ثم أحيل بعدها بعدة أشهر للمعاش!






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة