د. فاطمة سيد أحمد

الوزير الشاهد

الأحد، 05 ديسمبر 2010 06:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت أتناقش مع بعض الزملاء فى موضوعات عدة ووجدت أن هناك موضوعا يشغل بال الكثيرين بجانب الانتخابات وتداعياتها.

والموضوع الذى يتبارى مع الحدث الأهم فى البلد كان أوراق وزير الخارجية أحمد أبو الغيط الذى اتفق الجميع على أن ليس هذا وقتها وكان بالأجدى للوزير أن يناقشنا فى ملفات حساسة تشغلنا حاليا وتفرض نفسها على الساحة السياسية الخارجية لمصر، وهى بالطبع ملفات القضية الفلسطينية فى الوقت الراهن وحوض النيل والوضع فى السودان ولبنان والعراق والقوى الأقليمية التى تنافس مصر والسعودية مثل إيران وتركيا.

ولكن الوزير أحمد أبو الغيط اختار أوراق بأثر رجعى لعرضها على عدة صفحات بعدة مطبوعات فى وقت واحد مرة يتحدث فيها عن حربى 67 و73 والآن ما زال يتحدث عن أنه شاهد على عملية السلام برمتها.

وكثيرا منا يرى أن هذا ليس الزمان المناسب لعرض أوراق الوزير لأنها شهاداته ومذكراته التى يجب أن تكتب بعد انتهاء مشوار خدمته فى بلاط السياسة الخارجية المصرية هكذا العرف، أما وهو فى منصبه فواجبه أن يتناول موضوعات ما زالت حية ترزق وهو مسئول عنها ولدى الشارع تساؤلات فيها، وكان عليه أن كانت الكتابة جزءا من اهتماماته أو هواياته أن يكتب فيها على الأقل كانت الناس تهتم وتقرأ له ولاتحصى الصفحات وتعديها، لأن القضايا التى يعرضها قديمة وكونه كان جزء منها أو شاهد عليها فهو ماأوصله لكرسى الوزارة الذى يحتاج إلى خبرة وتاريخ فى قضايا معينة وإلا ما هو معيار أن يأتى هذا أو ذاك وزيرا.

بمعنى آخر هل من حق الوزير أن يعرض علينا ما يراه فى نفسه بأثر رجعى ويتركنا عطشانين لملفات أخرى أكثر حرجا وتأثيرا على الساحة الآن.

وهناك رأى آخر يقول إن السيد الوزير يقوم بهذا الفعل من باب أن هناك آخرين يحملون نفس الملفات التى يحملها.

المهم أننا خلصنا من مناقشاتنا أنا والزملاء إلى أنه على الوزير أبو الغيط أن ينتقل وقتيا من كرسى الشاهد لكرسى الفاعل فهذا ما سيذكره الشعب المصرى له، أما أنه كان شاهدا فى فترة مضت فهذا ليس وقته ولا زمانه وعليه ترتيب دولاب وزارته لأن المسئولين عنده عن ملف حوض النيل أخفقوا تماما ويجب إعادة النظر فى أعمالهم وتغييرهم، وإلا ما معنى الدروس المستفادة ؟ لأنه ليس بالتطبيل فقط يحيا الوزير.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة