كلمة "الحسم" تعنى طبعاً الإجهاز على الأمر والانتهاء منه، لكنها تعنى أيضاً الخصم أو الأوكازيون، واليوم يمكننا أن نلمس حسم جولة الإعادة فى انتخابات مجلس الشعب بكل معانيها، فهى من ناحية هى جولة إنهاء الانتخابات بفوز كاسح للحزب الوطنى يتيح له، برلمانا ذا لون واحد، كما تعنى أيضاً حسماً خاصاً للمرشحين المستقلين والمنتمين للأحزاب المعارضة سواء التى أعلنت انسحابها، أو التى تمسكت بخوض اللعبة الانتخابية وكأنها معركة القادسية، تحت شعار "من أجل مصر"، وضد رغبات قواعدها الحزبية.
ويبدو أن الحزب الوطنى قرر فى "جولة الحسم" تقديم تسهيلات واضحة للمرشحين عن الأحزاب الأخرى والمنشقين عنه والمستقلين، تمهيداً إلى إعادة تركيب قطع الصورة لتكوين بورتريه معقول لبرلمان 2010، كأن ينجح مثلاً جميع مرشحى الوفد والتجمع اليوم، وأن يعرض عدد من المستقلين والمنشقين عن الوطنى الانضمام إلى أى من الحزبين، وأن ُتبذل المساعى من وجوه المجتمع لدى قيادات الوفد قبل اجتماع الهيئة العليا الأربعاء لإبداء مرونة تجاه المرشحين (الفائزين) المخالفين لقرار الحزب بالانسحاب من جولة الإعادة، خاصة مع أنباء "توافد" مستقلين ووطنيين سابقين للحصول على عضوية الوفد وتمثيله بالبرلمان.
إجمالاً، سيخرج الجميع ،عدا الحزب الوطنى الذى حاز كل الرضا من الجولة الأولى طبعاً ، من جولة الحسم بالحد الأدنى من الرضا ، وسنجد لدينا كتلة معارضة قد يغلب عليها المستقلون، بحيث يتكون تشكيل مجلس الشعب 2010 من أغلبية كاسحة للوطنى وهامش للمستقلين ،على أن يتولى أحد أعضاء الوفد أو التجمع رئاسة "الهامش" المستقل فى المجلس، وإعطائه صفة المعارضة ..وكل برلمان وأنتم طيبون.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة