فرحت لفوز قطر بتنظيم كأس العالم عام 2022، وهو الفوز الذى يؤكد أن الحلم بتحقيق أى شئ سيتحول إلى سراب إن لم يقم على تخطيط علمى مدروس، وتوفير الإمكانيات اللازمة لتحويل هذا التخطيط إلى واقع عملى.
نجحت قطر لأنها جعلت من حلم تنظيم كأس العالم قضية سياسية وليست رياضية فقط، بمعنى أن السياسة هى الباب الذى يدخل منه الرياضة والفن والاقتصاد وكأس العالم، فجنوب أفريقيا صدرت إلى العالم رمزها السياسى الكبير نيلسون مانديلا ليروج لملف بلاده، فكسبت تنظيم الكأس فى دورته الأخيرة، وحين خسرت أمريكا ملفها أمام قطر لم يستطع الرئيس الأمريكى أوباما أن يكتم غيظه فقال تصريحه المتعجرف: "أعتقد أن تنظيم كأس العالم فى قطر كان قرار خاطئا"، وبعد أن فازت روسيا بتنظيم الكأس عام 2018، قال رئيس وزرائها على الفور سننفق 10 مليارات دولار على تنظيم الكأس، أما قطر فحضر أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثان بنفسه إجراء القرعة، ورأيناه على الشاشات يهلل فرحا، كما فعلها من قبل نيلسون مانديلا الذى حضر بنفسه قرعة كأس عام 2010، الذى فرضت طريقته فى التعبير عن الفرحة على كل وسائل الإعلام، فور الإعلان عن فوز بلاده جنوب أفريقيا بتنظيم الكأس.
لم تترك القيادة القطرية حلمها بين هواة، يبعثرون التصريحات هنا وهناك، ويمارسون الدعاية لأنفسهم، وكأن الشعب القطرى هو الذى سيصوت لصالح تنظيم الكأس، هى بالمثل الشعبى المصرى: "أعطت العيش لخبازه"، والخباز فى هذه الحالة أسماء بوزن أسطورة كرة القدم العالمية زين الدين زيدان، ولأن العيش ذهب إلى خبازه، رأينا ندوات كبيرة تعقد فى الدوحة يحضرها نجوم الكرة العالميين، مثل بيكهام ورونالدينهو، والمدير الفنى لفريق مانشيستر يونايتد الإنجليزى، والمدير الفنى لفريق الأرسنال وغيرهم، وأعلن هؤلاء تأييدهم لتنظيم قطر لكأس العالم، كما رأينا مباراة كرة قدم بين البرازيل والأرجنتين على أرض الدوحة.
وأمام هذا الزخم لم ينظر المعنيون والمهتمون بشأن تنظيم الكأس إلى قطر كدولة صغيرة فى المساحة والسكان، وإنما توجه النظر إلى سؤال، هل بمقدورها أن تفعلها أم لا، وجاءت الإجابة: "نعم تفعلها"، لتعطى الفرحة إلى كل إنسان عربى، فتحية إلى جهد قطر الرائع، وحلمها الذى أصبح حقيقة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة