هل يعقل أن كل الروايات التى قيلت عن البلطجة والتزوير فى انتخابات مجلس الشعب كاذبة، وروايات الحزب الوطنى وحده عن النزاهة والشفافية هى الصادقة؟ وهل المطلوب أن يرفع الكل القبعة لكلام الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء، بأنه يتحدى وجود مخالفات أو تدخل للشرطة فى الانتخابات، ونكذب كلام نقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد الذى قال صراحة إن الانتخابات المصرية مازالت بعيدة عن المعايير الدولية؟ هل نصدق كلام نظيف، ونلقى فى سلة المهملات مئات الأحكام القضائية، التى حصل عليها مرشحون لإبطال العملية الانتخابية؟ وهى الأحكام التى داستها بالأقدام كل الأجهزة المعنية ولم تنفذ منها شيئا.
هل نصدق كلام أحمد نظيف، ونكذب ما حدث بالصوت والصورة من عمليات تقفيل للجان بتسويد البطاقات وطرد الناخبين، وترك الأمور للبلطجية يقررون مصير وطن بالكامل؟ ألم يشاهد رئيس الوزراء فى القنوات الفضائية هؤلاء البلطجية وهو يحملون السيوف والشوم والعصى المدببة بأسنان حديدية فى وجه الناخبين؟ ألم يشاهد رئيس الوزراء شراء المرشحين لأصوات الناخبين علنًا، ووصل الصوت فى بعض الدوائر إلى 300 و400 جنيه، وأقبل على بيعه فقراء زادتهم سياسة الحكومة فقرًا؟.
هل نصدق كلام رئيس الوزراء ونكذب قضاة شرفاء تحدثوا عن عمليات التزوير الفاضحة التى تمت أمام أعينهم، وسجلوا احتجاجهم وغادروا العملية الانتخابية كلها وفى صدورهم ضيق وهم
مما حدث؟
المضحك فى كلام رئيس الوزراء قوله، إن الأحزاب حصلت على مقاعد أكثر مما حصلت عليه فى الانتخابات البرلمانية عام 2005، خصوصًا الوفد والتجمع، وهو بذلك يتعامل وكأن حزب الوفد لم يعلن انسحابه من جولة الإعادة، وإذا كان هو يستند على أن معظم مرشحى الحزب تجاهلوا قرار الانسحاب وخاضوا الإعادة، فالعبرة تأتى مما سيفعله الحزب معهم، كما أن تمسك الوفد بالانسحاب يترتب عليه عدم وجود هيئة برلمانية له، بما يعنى أنه رسميًا لا وجود لمعارضة وفدية داخل البرلمان، أضف إلى ذلك أن الفخر بوجود تمثيل أوسع للمعارضة ممثلة فى وجود نائب لكل من أحزاب العدالة والسلام والجيل هو كوميديا سوداء لا تستحق التعليق.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة