اشترى حزب الوفد تاريخًا جديدًا محترمًا، بقراره الخاص بفصل المرشحين الذين ضربوا عرض الحائط بقرار الحزب بالانسحاب من جولة الإعادة فى انتخابات مجلس الشعب، وقرروا منفردين خوض الانتخابات، واشترى الحزب تاريخًا جديدًا محترمًا بقراره عدم الاعتراف بهيئة برلمانية له داخل المجلس.
رد الحزب الاعتبار لنفسه حين قرر الانسحاب من جولة الإعادة، لكن المكسب الجماهيرى من هذا القرار ظل معلقًا، بسبب توابع القرار ممثلة فى إعلان بعض مرشحيه استكمال الانتخابات، ومحاولة البعض الآخر اللعب على الحبلين، حبل الاستكمال وحبل الالتزام بقرار الانسحاب، ورغم ما وجده هؤلاء من هول فى التزوير خلال الجولة الأولى، إلا أنهم ظنوا أن قرار الانسحاب ربما يقود المعنيين بإدارة العملية الانتخابية إلى التساهل معهم فى الإعادة وإنجاحهم، لوضع الحزب فى إحراج، وتفريغ قرار انسحابه، وهز أى تعاطف جماهيرى معه، وذلك بدفع الناجحين إلى الضغط على قيادة الحزب من أجل إعادة النظر فى قرار الانسحاب، عملا بمبدأ " اللى فات مات ".
وتحت تأثير النظرة السلبية المسبقة من الجماهير لأحزاب المعارضة، والتى تشكلت عبر السنوات الماضية بفعل عوامل كثيرة أبرزها أن هذه الأحزاب مجرد صدى صوت لما يريده الحزب الوطنى، ظنت الجماهير مع الطلقة الأولى لقرار الوفد بالانسحاب أنه قد يكون بقراره هذا يناور من أجل مقايضة ما، وبالرغم من أن هذا الأمر ليس عيبًا فى الممارسات السياسية، إلا أنه يفتك بأى حزب سياسى حين تتغلب مقايضاته على مبادئه الأساسية.
نقول إن التعاطف الشعبى الكامل مع الوفد ظل معلقا، وزاد من تعليقه ضرب عرض الحائط من بعض مرشحيه لقرار الانسحاب، ومع ظهور النتائج ونجاح بعضهم، وسقوط البعض الآخر، بقى التعاطف معلقا حتى إطلاق الطلقة الثانية والنهائية، لتأتى فى قرار المجلس التنفيذى للحزب بفصل كل من رأى فى نفسه أنه أكبر من قرارات حزبية تتخذها هيئات الحزب التنظيمية التى يجب على الأعضاء الالتزام بها.
وبعيدًا عما يمكن قوله من أن مخترقى القرار ليسوا وفديين أصلاء، لأن هذا أمر قد يكون تفتيشا فى النوايا السياسية التى تقود إلى الهدم، أقول بعيدًا عن ذلك، فإن ما حدث فى الوفد منذ قرار انسحابه هو فرصة ذهبية لبناء حزبى، يعتمد على دفع شعبى للانضمام إليه، بعد أن رأت الجماهير كيف تحول الحزب الوطنى من حزب يسعى إلى أن يكون له الأغلبية فى البرلمان، إلى حزب "طفس" طمع فى التهام الكل دون شفقة أو رحمة، ولأن "الطفسين " بطبيعة الحال مكروهون، ولأن من يرضى بالفتات منهم كحزب التجمع مكروهون أيضا، فإن الساحة شعبيا ممهدة لحزب الوفد، وزادها تمهيدا قراره بفصل الذين ظنوا أنهم سيجعلون حزبهم عبرة لمن اعتبر.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة