الله سبحانه وتعالى سمح بالطلاق فى القرآن الكريم (للأخوة المسيحين معتقد آخر أختلف معه ولا أعاديه).
والله جل جلاله لم يقصد فى أحكامه القرآنية حدثا أو واقعا محددا.. فسمح بكرمه ورحمته بالقياس على هذه الأحكام.
للطلاق حكمة أراد الله أن يكشفها لنا وهى أن العلاقات بين الاطراف ليست سجنا أبدياً، خاصة إن لم تتوفر فيها عوامل الاستمرار السوى.
العلاقات الزوجية بين طرفين تستحيل العيشة بينهم لأى سبب كبير كان أم صغير هى علاقة مدمرة هابطة بالطرفين.. ولهذا سمح الله بالطلاق ليس كيدا بالعباد وإنما رفقاً بهم.
بالقياس فى العلاقات بين الأطراف هناك العلاقات بين الأنظمة الحاكمة والشعوب.. فإذا تبين استحالة استمرار العلاقة بينهم.. وجب التغيير، والتغيير هنا هو الانفصال الملائم لطبيعة العلاقة.
ولما كان من غير المعقول أن تغير الأنظمة شعوبها فإن الحتمية المنطقية تؤكد أنه الطبيعى أن تغير الشعوب أنظمتها الحاكمة.
والسؤال.. هل استحالت العشرة والاستمرار بين النظام الحاكم والشعب المصرى وحان وقت انفصالنا عنه وانفصاله عنا بالمعروف أو بغير المعروف.
هو نظام خلال حكمه المتجاوز ثلاثين عاماً شهد الشعب كثيراً من الأحوال وعاش العديد من الأحداث لا تستوعبها الذاكرة البشرية.
خلال حكم هذه النظام تدهورت الطبقة الوسطى بكل قيمها المعتدلة وتميز المجتمع بوضوح بين طبقتين عليا محتكرة ودنيا منهكة.
خلال حكم هذا النظام تدهور الدور الريادى لمصر فى المنطقة العربية فتطاول عليها الأقزام ونال منها الأعداء وتحول موقفهم منها من الرهبة والاحترام إلى السخرية والاستغلال والإهانة.
خلال حكم هذا النظام عرف المصريون الموت جوعاً ومرضاً وكمداً وأصبح عذاب المصريين وآلامهم وكوارثهم وأمراضهم سلعاً تربح بها زبانية النظام وخدامه.
خلال حكم هذا النظام أصبح التقفيل مهارة وبراعة يتفاخر بها النخاسون وقاد إرادة الامة إما منحرف أو دجال أو نصاب.
خلال حكم هذا النظام فقدت مصر كل ما كان يميزها ويضعها فى المقدمة فى الحياة الثقافية والفنية والفكرية فصعد الغثاء وهبط الثمين.
خلال حكم هذا النظام كبرت أجيال لا تفهم المعنى الحقيقى للقيم والكرامة والارادة وفرض عليها قدر مقيت أن تتحول إلى مماليك لحماية سلاطين هذا الزمن من اللصوص.
خلال حكم هذا النظام قتل الابن أبوه وأمه، وقتل الأب والأم أبناءهم.. ربما جوعا أو كفراً أو.... رحمة وإشفاقاً.
أشياء كثيرا تعيشها يا عزيزى القارئ يمكن أن تضيفها الى ما ذكرته، فهل وجب الانفصال عن هذا النظام وطلاقة كما أمرنا الله سبحانه وتعالى رفقا بنا.. أم ترى يا عزيزى أنه لم يحن الوقت بعد.. وما زلنا قادرين على تحمل المزيد من الكيد والكمد؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة