كيف غيّرت العولمة خريطة الأكل فى مصر؟

الخميس، 09 ديسمبر 2010 10:58 م
كيف غيّرت العولمة خريطة الأكل فى مصر؟
أسماء عبدالعزيز - أمين صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄المطبخ المصرى تغير ودخلته الأطعمة الصينية والهندية والتايلاندية بفضل الإنترنت وبرامج الطهى العالمية

حتى وقت قريب كانت قائمة الأطعمة والمطاعم المصرية تقتصر على أصناف معدودة تمثل الأطعمة المصرية، بدءا من الفول والطعمية والكشرى مرورا بالأسماك واللحوم بطرق محفوظة، والملوخية والمحشى، لكن خلال السنوات الأخيرة تغيرت خريطة الأطعمة فى مصر ولم تعد مقصورة على المطبخ المصرى التقليدى بل إن العولمة والاستثمارات الأجنبية والقنوات الفضائية غيرت خريطة الطعام والمطاعم، وعرفت البيوت والمطاعم أصنافا آسيوية وأمريكية لاتينية، بالإضافة إلى الطعام الأمريكى السريع مثل كنتاكى وبيتزا والتى عرفتها مصر منذ نهاية السبعينيات. وعرفت مصر أنواعا من المطاعم الصينية واليابانية والهندية والتايلاندية فضلا عن الأفريقية والبرازيلية، ومع الموبايل والإنترنت والفيس بوك انتقلت للثقافة المصرية ثقافات مختلفة، بل إن المطاعم المصرية الشهيرة للفول والطعمية لم تعرف فكرة السلاسل المنتشرة فى أنحاء الجمهورية إلا بعد أن انتقلت السلاسل الشهيرة للمطاعم الأمريكية، فقد ظلت مطاعم مثل التابعى وأبوشقرة فى أماكنها حتى نهاية التسعينيات، حيث بدأت تفتتح أفرعا لها فى أنحاء القاهرة الكبرى والمحافظات، وبالرغم من تفاوت الدخول والفئات الاجتماعية فقد تغيرت خريطة الطعام فى مصر بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.

هناك بيوت مصرية يقوم طعامها على الفول والفلافل فى معظم الوجبات، لكن هناك شريحة لا تسمع عن الفول والطعمية إلا فى خيم رمضان الفاخرة والأفلام العربى، ومابين الشريحتين طبقة متوسطة تجمع بين الكنتاكى والبرجر والكشرى والفلافل، ولحمة الراس والكوارع ولا تنسى البيتزا وأضف مطاعم الفول والفلافل فى كل شارع وحارة،، لكن بعض هذه المطاعم حاز شهرة كبيرة فى الأحياء الشعبية، فمثلا مطعم أبوطارق بوسط البلد من أشهر مطاعم الكشرى، وهناك كشرى جحا وهيلتون والتحرير والخديوى والإمبراطور وهند وبابا عبده، ويعتبر من أشهر الأكلات المصرية، فالكشرى وجبة غذائية ذات سعر معقول ومتفاوت، وكما يقول الدكتور هانى كمال أستاذ التغذية، فالكشرى وجبة متكاملة. أما عن مطاعم الفول والطعمية فمنها مطاعم الشبراوى وجاد والتابعى الدمياطى وآخر ساعة ونجف والعمدة والبغل والجحش وتوحة وغيرها. وقد انتشرت مطاعم الفول والفلافل فى دول العالم مثلما انتشرت مطاعم الصينى واليابانى فى مصر.

كما تعتبر الكبده من الأكلات المنتشرة فى أغلب المطاعم المصرية كمحلات الشرقاوى وفهمى وعلى بركة الله، وأيضاً مطاعم الحوواشى والفتة والكوارع من أكثر المطاعم انتشارا فى مصر كمطاعم الصعيدى وشلبى بوسط البلد، ومطاعم الحرم الحسينى والأمل بالحسين وحبايب بالسيدة زينب والركيب بشارع الجيش وفيصل.

عربات الفول تعتبر عالما وحدها، فمعظم العربات تعمل بنظام الورديات طوال 24 ساعة فى اليوم وتنشر انتشارا كبيرا فى الميادين العامة والأحياء السكنية وبجوار محطات الأتوبيس والمترو وبجوار المصالح الحكومية، تقدم الفول والبيض المسلوق بالبهارات المختلفة ويبدأ سعر الساندوتش بها من 50 قرشا إلى جنيه ونصف حسب الإضافات ونوع الخبز المستخدم.

على الجانب الآخر تقف مأكولات أخرى يتعامل بعض المصريين مع أسمائها باعتبارها إفيهات، لكنها فى الواقع جاءت مع العولمة وانتشار برامج الطعام والطبخ فى الفضائيات ومع انتشار مواقع ومنتديات تهتم بمناقشة الطعام انتقلت ثقافات مختلفة للطعام وعرفت مصر أطعمة صينية ويابانية وانتشرت مطاعم السوشى ورول مع الكافيار ودخل الشامبينيون أو عيش الغراب فى تسوية اللحوم.

يؤكد أيمن ضياء أحد المسؤولين عن مطاعم السوشى أن وجبات السوشى بصفة عامة من المعروف أنها للأثرياء وأعضاء الطبقة الوسطى والعليا لأن أسعارها تبدأ من 300 جنيه وتصل إلى 800 أو أكثر وترتبط أحيانا بالوجاهة الاجتماعية أو التغيير فى أنواع الطعام.
أما مطاعم الكباب والطعام التقليدى فتتفاوت بين مناطق شعبية ومناطق سياحية ويتراوح كيلو الكباب بين 120 و350 جنيها.

وهناك مطاعم تجمع بين الطبقة الوسطى والثرية والذوق الشعبى مثل مطعم البرنس بإمبابة الذى كسر قاعدة حيه الشعبى وأنشأ مطعما يجذب نجوم الكرة والفن مع الطبقة الوسطى ويقدم أطباق الكبدة والطواجن.

أما عن المطاعم التى تحمل صفة الطبقة الوسطى أتت مطاعم كنتاكى وبيتزاهت وماكدونالدز ومؤمن والتى حملت شعار الزبون المفقود مطلوب لذا حرصت على التنويع فى وجباتها لتستطيع أن تجذب كل الفئات.

ويرى الدكتور مصطفى سارى أستاذ التغذية وعلاج السمنة أن انتشار مطاعم الوجبات السريعة زاد فى الثلاثين سنة الأخيرة فى مصر إلا أن الوجبات التى تتواجد فى تلك المطاعم مليئة بالمخاطر المتمثلة فى السعرات الحرارية العالية ونقص القيمة الغذائية وتضاعف ظاهرة السمنة وزيادة الوزن، فإذا استمر هذا الوضع لفترات طويلة قد يصاب الإنسان بالسمنة والسكر وارتفاع ضغط الدم.

ومن ناحية أخرى فقد أشار الدكتور شريف نادر أستاذ الطب النفسى إلى أن تلك التقسيمة الاجتماعية للمطاعم تريح العقول وترضى الجانب النفسى لدى شرائح كبيرة من المجتمع.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة