الرئيس الفلسطينى محمود عباس, حاور نخبة من رؤساء تحرير الصحف المصرية, ورسم صورة لمعادلات السياسة الداخلية والخارجية, واستعرض صفحات من معاركه العامة مع نتنياهو وحماس والضغوط الأمريكية والشيخ القرضاوى.
أعرف أنك تشعر بالملل والعجز وغياب الأمل كلما نظرت إلى هذا الواقع البائس الذى تعيشه فلسطين اليوم. لكننى أعرف أيضا أنك تبحث، مثلى، عن أمل هنا أو هناك، عن بارقة ضوء تأتى من نهاية النفق، أو عن فعل يهز جمود هذا الوضع المتردى على الساحة الفلسطينية،
وأؤكد لك أننى ذهبت إلى لقاء الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى صحبة نخبة كبيرة من رؤساء تحرير الصحف المصرية، مساء الجمعة الماضى، فى مقر ضيافته بقصر الأندلس بشارع العروبة بحثا عن هذا الأمل، وسعيا لتبديد حالة الحيرة على مستقبل هذه القضية التى لم تعد عالقة بين البطش الإسرائيلى والتواطؤ الأمريكى فحسب، لكنها صارت ممزقة داخليا فى صراع طال أكثر من عامين ونصف العام بعد الانكسار الكبير والشرخ الأعمق الذى أحدثته حماس فى غزة.
الآن، ها هو الرجل الذى صنع مجده من ساحة الكفاح المسلح فى مطلع الستينيات من القرن الماضى يقف فى وسط الطريق من كل شىء، فى منتصف المساحة بين الوحدة والانفصال، وبين المؤسسية والفوضى، وبين الانقلاب والشرعية، وبين الحل الشامل أو اللاحل إلى الأبد، الآن، ها هو الرجل الذى يملك نصف القرار ونصف الأرض ونصف الإرادة وقليلا من الحلول يجلس محاطا بالأسئلة.
هل لديك أمل تزرعه فى قلوبنا يا سيدى؟
هل لديك خطوة جديدة يمكن أن نستعيد بها حماسنا للقضية؟
هل لديك أيادٍ تمدها إلى غزة؟ أو أيادٍ من غزة امتدت إليك؟
هل تظن أن الطريق إلى السلام ما زال ممهدا أمام موكبك الرئاسى؟
هل يمكن أن تثق فى نتنياهو من جديد؟ هل تظنك قادرا على مجابهته؟
هل يمد أوباما يد العون إليك؟ أم يعايروننا جميعا بأننا انقسمنا على أنفسنا؟
ويعايروننا بأننا نفشل حتى فى التفاوض مع أنفسنا؟
هل آن الأوان للكفر بالتسوية والتحول إلى الكفاح المسلح؟
هل هناك من خطة جديدة؟ من مفاوضات قريبة؟ من أمل وشيك؟
كل هذه الأسئلة بمعانٍ ومضامين وصياغات مختلفة لاحقت أبومازن من رؤساء تحرير الصحف المصرية الذين يتقاسمون الهواجس نفسها تقريبا حتى وإن تعددت التوجهات السياسية، أو تنوعت زوايا النظر، أما أبومازن، ورغم علامات الاستفهام التى ملأت البهو من حوله، ورغم بعض الأعين الحائرة التى تحيط بمقعده على رأس الاجتماع، كان يجيد إظهار حيوية سياسية لافتة، وحضور ذهنى براق، وقدرة على الإفلات من الأسئلة التى لا يرغب فى الإجابة عنها، أو التصريحات التى يعرف أن إثمها أكبر من نفعها على الصعيد السياسى الفلسطينى.
ذكرنا الرئيس الفلسطينى بأننا لم نجرِ أى مفاوضات بعد طابا وحتى اليوم، وذكرنا أيضا برحلته الطويلة مع أولمرت التى لم تثمر شيئا فى النهاية سوى المزيد من الالتزام الفلسطينى والكثير من المناورات الإسرائيلية، وذكرنا أيضا بهذا الأمل الجديد الذى جاء به الرئيس أوباما إلى القضية الفلسطينية والعالم الإسلامى بخطابه الشهير فى جامعة القاهرة، ثم بصدمة اللاءات التى رفعها نتنياهو فى وجه الجميع (لا لتقسيم القدس، ولا لعودة اللاجئين، ولا لوقف الاستيطان، ثم بإصراره على يهودية الدولة فى إسرائيل).
هكذا نقف الآن بين موقف أمريكى أوشك على إعادة الأمل لكن دون فعل على الأرض، أمام واحدة من أقوى الحكومات الإسرائيلية، على حد وصف أبومازن. فالرئيس الفلسطينى أكد دون أن يخالجه الشك أن حكومة نتنياهو هى من أقوى الحكومات الإسرائيلية منذ 20 عاما ونظر أبومازن إلينا جميعا ثم قال: (تستغربون أنها حكومة قوية، فى أى لحظة يقومون بحجب ثقة أو منع ثقة تحصل على أكثر من 70 مقعدا، ولكن تركيبتها هى تركيبة يمينية فى أقصى أقصى اليمين، فمعروف أن حزب الليكود برئاسة نتنياهو ثم ليبرمان وغيرهما، وهذه هى تركيبتها).
لاح إذن سؤال هنا: وكيف يمكن أن تتفاوض مع حكومة على هذا النحو من اليمينية المفرطة؟.. فقال أبومازن: (تحت كل الظروف نحن نقول إننا نريد أن نتفاوض مع الحكومة الإسرائيلية لأنه لسنا نحن الذين نختار رئيس الحكومة الإسرائيلية، نحن نقول إننا مستعدون للتفاوض مع الحكومة التى اختارها الشعب الإسرائيلى، ولكن على الأسس الواضحة التى أقرتها الشرعية الدولية، نحن لانريد أن نكون خارج القانون، نحن ملتزمون بخارطة الطريق من بدايتها إلى نهايتها ولا نضع شروطا مسبقة، هناك كثير من التصريحات التى تخرج من الجانب الإسرائيلى والجانب الأمريكى حول شروط مسبقة ويقولون إن الفلسطينيين يضعون شروطا مسبقة، ولكن هذه ليست شروطا من جانبنا، نحن نطالب بالتزامات وردت فى بنود خارطة الطريق).
حسنًا سيدى الرئيس، أنت هنا عازم على استمرار المفاوضات مع أى حكومة إسرائيلية، حتى وإن كانت راسخة فى التشدد كما هو الحال فى حكومة نتنياهو، فما الموقف إذن على صعيد المصالحة الوطنية، أين تقف هذه المصالحة ولماذا تتعثر، ومن المسئول عن هذا التعثر؟
هنا أفاض أبومازن قائلا: (موضوع المصالحة الوطنية كما تعلمون قبل عامين ونصف العام حدث انقلاب فى غزة، ونحن نسميه انقلابا لأن مجموعة من السلطة بمن فيها رئيس الوزراء المعين من قبلنا هو الذى انقلب على الحكومة وانقلب على نفسه، وأدى إلى ما أدى إليه، وبعد ذلك بدأت مصر بمساعٍ للمصالحة استمرت أكثر من عامين، وأجملت هذه المساعى فى 1 أكتوبر الماضى بوثيقة سميت الوثيقة المصرية، وفى الفترة مابين أول اكتوبر و10 من الشهر نفسه عرضت الوثيقة على قياديين من حماس هما خالد مشعل ومحمود الزهار، ووافقا عليها وأعلن ذلك بالصحف، ثم تحدث إلينا الوزير عمر سليمان والوزير أحمد أبوالغيط وقالا إنهما سيرسلان الورقة إلينا ويريدان جوابا قبل 15 أكتوبر، وفى هذه الأثناء قالا لنا بصراحة إنهما لا يريدان تعديلات على الوثيقة، وقررنا أن نرسل الوثيقة إلى مصر موقعة من جانبنا، وتم إرسالها مع عزام الأحمد، وفى هذه الفترة تلقينا تهديدات بألا نوقع هذه الوثيقة، وقيل لنا إذا وقعتم على هذه الورقة المصرية ستفرضون على أنفسكم حصارا كما فرض عليكم بعد اتفاق مكة، أى أن أمريكا ستفرض حصارا كالذى فرض فى اتفاق مكة.
وكنا أمام أمرين إما أن نقبل الاتفاق أو التهديد، ولكن فضلنا الوحدة ومصلحتنا، ونحن نعلم ما ينتظرنا، ووقعنا الوثيقة فى 15 من الشهر، وعند ذلك فوجئنا بحماس تقول لا نريد أن نوقعها بسبب المزاعم التى ترددت حول الموقف من تقرير جولدستون، ولم يوقعوا على الوثيقة حتى اليوم).
حماس تعطل المصالحة لإصرارها على تأجيل الانتخابات الفلسطينية إلى أجل غير مسمى
لم يترك الرئيس أبومازن هذه القضية دون اتهام مباشر لحماس بتعطيل اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية والتراجع عن توقيع الوثيقة المصرية، لأسباب قال إنها تتعلق برغبة حماس فى تأجيل الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية إلى أجل غير مسمى، وروى أبومازن لرؤساء تحرير الصحف المصرية بعض التفاصيل من كواليس المفاوضات بين فتح وحماس، مؤكدا أن قيادات حماس طلبت علنا التمديد للرئيس الفلسطينى مقابل التمديد لرئيس الوزراء إسماعيل هنية إلى عشر سنوات كاملة، وهو ما اعتبره أبومازن مخالفا للدستور والقانون ويتعارض مع مسيرة الديمقراطية التى يرجوها الشعب الفلسطينى، وقرر رفض أى تعطيل للآلية الانتخابية فى الضفة وغزة.
الرئيس الفلسطينى أضاف أيضا أن حماس غيرت موقفها فيما بعد ذلك بعدد من الحجج أطلق عليها أبومازن وصف (التلاكيك) بالعامية المصرية، وقال إن حماس أرادت فى البداية نقل مكان التوقيع إلى عواصم عربية أخرى وتحت إشراف عربى آخر إلا أن الموقف الذى اتخذته السلطة الوطنية أكد على أن المصالحة جرت فى القاهرة، وأن التوقيع يجب أن يكون فى القاهرة أيضا وليس فى أى مكان آخر أو تحت أى رعاية أخرى.
كانت هناك وقفة أخرى، فهل هذا هو موقف حماس منفردة أم أن هناك قوى أخرى، مثل سوريا أو إيران، قد تكون فى الاتجاه المضاد لهذه المصالحة؟
قال الرئيس الفلسطينى: (السوريون ليسوا ضد الحوار ونحن سمعنا منهم ذلك، لكن إيران ضد (المصالحة) ونحن نقول وقلنا لحماس ولكل العالم إن مصر هى التى بدأت المصالحة وهى الجار التى تعتبر أن فلسطين أمنها القومى، وتعرف كل شىء وعاشت التفاصيل، وهى التى تعانى وهى التى ستعانى فيما إذا انفلتت الأمور فى غزة، لذلك سمعتم أنى كنت مع إغلاق الأنفاق وقلت هذا بصراحة، وبالتالى مصر هى الأجدر على رعاية المصالحة، فأى دولة عربية ليس لديها المؤهلات لأن تجرى وتطبق المصالحة، فمصلحة مصر القومية أن تحقق المصالحة لأن عدم حلها وانفلات الوضع فى غزة سيؤدى إلى ضرر على وحدة الوطن وعلى مصر).
هنا أطل سؤال آخر فى القاعة: لكنك سيدى الرئيس تنسب إلى حماس هذا التعطيل فيما حماس شعرت بفقدان الثقة بعد موقفكم من تقرير جولد ستون حول جرائم الحرب على غزة؟
هنا تحمس الرئيس الفلسطينى بقوة، وأصر على أن يروى قصة تقرير جولدستون من البداية، مؤكدا أن كل ما أثير حوله ليس سوى شائعات ومزاعم غير موثقة سواء من إسرائيل أو من بعض وسائل الإعلام العربية، ثم تلتها الفتاوى على طريقة الشيخ يوسف القرضاوى، فيما الحقيقة، من وجهة نظر أبومازن، أنه هو الوحيد الذى ساند جهود البحث والتفتيش فى جرائم إسرائيل فى غزة، وأن السفير الباكستانى فى مجلس حقوق الإنسان فى جنيف هو الذى طلب التأجيل بناء على مشاورات إسلامية، وليس أبومازن هو الذى طلب ذلك.
وقال أبومازن (السؤال الآن: من يأتى على ذكر سيرة جولدستون الآن، لقد هاجمونى وانتهى الأمر ولا أحد يذكر الآن الجرائم فى غزة أو تقصى الحقائق، لكننا نحن شكلنا لجنة للمتابعة، ولجنة من سفرائنا فى الأمم المتحدة فى جنيف وفى نيويورك لملاحقة الجرائم الإسرائيلية، لأننا يهمنا معرفة الحقيقة لكن كل من هاجمونا نسوا جولدستون ونسوا ملاحقة هذه الجرائم).
لكن سيدى الرئيس إن كانت كل هذه الجرائم ترتكب فى حق الشعب الفلسطينى، فما الذى يدفعكم إلى رفض الكفاح المسلح؟ هكذا لاح السؤال فى القاعة مجددا، وهل هذا يضع السلطة فى مواجهة المقاومة التى تمثل فتح عمادها الوطنى؟ وهل يسلب ذلك حقا مشروعا من الفلسطينيين أقرته المواثيق الدولية بأن الكفاح المسلح حق مشروع لأى شعب محتل؟
لم يخف أبومازن عقيدته السياسية فى الظرف الراهن أمام هذا السؤال، ورغم اعترافه فى البداية أن رؤيته هنا ليست (رؤية شعبية) لا تغازل الخيال الشعبى الذى يتحمس للحديث عن الكفاح المسلح إلا أن الرئيس الفلسطينى قال:
(نحن مؤمنون بأن المفاوضات هى الطريق للوصول إلى سلام، وأنا أقول لكم إنه لايوجد أحد فى فلسطين الآن يقاوم بالكفاح المسلح، حتى حماس التى تتحدث عن المقاومة، تقوم الآن بقمع أى إنسان يضرب صاروخا، وأنا مع قمع الصواريخ حتى لا أتهم حماس، فهناك إذن إجماع لأنهم جربوا حين لم يمددوا الهدنة دفعنا ثمنا غاليا ولو مددنا الهدنة لما حدث هذا، ونحن نصحنا حماس وبطريق غير مباشر حتى نتفادى العدوان ورفضوا وكان الذى كان، وعندما حدث العدوان بدأوا يتحدثون عن التهدئة والهدنة والآن كله بيحكى بالهدنة والتهدئة).
واستطرد أبومازن شارحا وجهة نظره من الكفاح المسلح:
(الشىء الآخر نحن جربنا فى غزة وجربنا فى الضفة الانتفاضة التى جرت منذ 5 سنوات، لقد دمرت حياتنا بالكامل، والآن الكفاح المسلح أنا معه ولكن باتفاق عربى كامل وقلت هذا فى القمة العربية فى قطر، قلت أن أمامنا 3 خيارات: إما اللاسلم واللاحرب، وإما الحرب العربية، وإما السلام الشامل، ولذلك تظل المبادرة العربية على الطاولة فهى الإحراج الأهم لإسرائيل لو عرفنا كيف نستفيد منها ونسوقها للعالم.. ونحن قلنا للأمريكيين قولوا فقط إن حدود 67 هى الحدود النهائية وعند الاتفاق على هذا ستحل على الفور 4 قضايا الحدود والقدس والمستوطنات والمياه، وسنقوم بدراسة ملف اللاجئين حسب المبادرة العربية، فالمبادرة هى أثمن ما عرض من قبل، والمبادرة لم تعد عربية فقط بل جزء لا يتجزأ من خارطة الطريق.. وأقول بصراحة الكفاح قرار عربى لكن أنا وحدى من رام الله ووفق هذه الظروف فلن أصل إلى نتيجة، ولم يعد لدى استعداد لتدمير الضفة مرة أخرى أبدا أبدا). ولم يمر اللقاء دون المرور على الفتوى التى أطلقها الشيخ الدكتور يوسف القرضاوى التى طالبت (برجم أبومازن فى الكعبة المشرفة).
(الدكتور يوسف القرضاوى خرج علينا ليقول إنه لابد من رجم أبومازن فى الكعبة، وقال ذلك لأنه (سمع) أن أبومازن قال للإسرائيليين اهجموا على غزة، وأنا تحديت الرجل وتحديت إسرائيل إن كنت قلت ذلك لأن هذه قضية تمس تاريخى ومستقبلى وشرفى الوطنى، وقلت لإسرائيل إذا كان عندكم شىء ضدى أظهروه، وبعد الفتوى سكت ثم عاد وردد نفس المزاعم حول تقرير جولدستون، وأنا أقول له ياشيخ أنت رجل مفتٍ دينى والقرآن يقول (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)، والآن بعد أن تبينت من أن ما جرى حول جولدستون ليس سوى مزاعم باطلة فلماذا لا تتراجع عن فتواك، مافيش مفتى يقول إن حصل هذا يحدث ذاك، هذه ليست فتوى، ولكن هو مع الأسف الشديد كان منحازا ودفعه إلى الفتوى ليس علمه الغزير وإنما عصبيته الحزبية، القرضاوى الذى أفتى ببقاء أصنام بوذا وأفتى بتدمير مسجد ابن تيمية على من فيه فى رفح لا يجوز أن يقول مثل هذا الكلام، أنا أعرف هذا الرجل من عام 1962 وأخذته من القاهرة إلى قطر، وهذه مش صفات الرجل العالم وهو عالم ولا أنكر عليه ذلك لكن عندما يتدخل فى السياسة لم يصبح عالما، وعندما يأتى بفتاوى سياسية ينحاز تماما حزبيا، لذلك هذا الرجل أساء إلينا إساءة بالغة ونحن لن نتحملها).
هكذا، بدأ اللقاء وانتهى، لتحملنا كل الأسئلة إلى المزيد من الاستفهامات، فحوار المصالحة عالق بين نوايا حماس وطبيعة مواقف الأطراف الإقليمية الداعمة لها، والتسوية تحت رحمة حكومة يمينية تتوسع فى الاستيطان دون أن يقوى عليها أحد، ولا كفاح مسلح إلا بإجماع عربى، وهو المستحيل الرابع بأى حال، ورجال الدين يتورطون فى السياسة، ورجال السياسة يستخدمون الدين حسب أغراضهم.
هل من أمل سيدى الرئيس.
طبعا إن شاء الله!!
حسنا.. إنا لمنتظرون.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة