رسالة هامة ::
إلى كل واحد بيقول على نفسه إنه ليبرالى وداعم للحرية والديمقراطية :: لو لم تتألم لاعتقال قيادات الإخوان وانتهاك حرمة بيوتهم فى وش الفجر بدون تهمة واضحة وثابتة، لو ضبطت نفسك متلبسا بفرحة مكبوتة بسبب هذه الاعتقالات.. يبقى اعرف على طول إنك ليبرالى تايوانى وأنك أخطر واحد فينا على مستقبل هذا البلد.
(إما أن تكون الحكومة التى تدير شئون هذا البلد "هبلة"، وإما أن نكون نحن أبناء هذا الشعب اللى داقيين عصافير).. وبالنسبة للمقطع الأخير من تلك الجملة والذى يخصنا نحن أبناء هذا الشعب، فهو خاطئ بكل تأكيد.. صحيح أننا بنسكت ساعات، ونضع رأسنا فى الرمل سنوات طويلة ولكننا فى النهاية عارفين إيه اللى بيحصل حتى لو كنا بنستعبط وبنقول مش عارفين، وبما أن المقطع الأخير من الجملة الموجودة بين القوسين خطأ.. إذن يبقى المقطع الأول منها صحيح ولا لبس أو غموض أو شك فى مصداقيته.. وإلا بماذا تفسر موقف السادة المسؤلين عن إدارة شئون هذه الدولة من جماعة الإخوان المسلمين؟، ألا يدخل هؤلاء الذين وقعوا قرارات اعتقال عصام العريان ومحمود عزت وبقية قيادات الجماعة فى الأسابيع الماضية ضمن قائمة "مهابيل" السياسية، هل يمكن أن يكونوا سوى ذلك؟ هل يمكن أن يكون هؤلاء الذين منحوا جماعة الإخوان مخرجا من أزمتهم الأخيرة بحملة اعتقالات واسعة تعيد إليهم التعاطف الشعبى الذى ضاع منهم مؤخرا سوى مجموعة من السذج وتلاميذ لعبة السياسة ومعدومى المعرفة بطبيعة الشعب المصرى ؟.
أعتقد أن الإجابة واضحة ولا تحتاج إلى مذاكرة أو درس خصوصى، وتبدو أكثر وضوحا فى الاتهامات التى توجهها النيابة لمعتقلى الإخوان والتى تتلخص فى انتمائهم لجماعة محظورة أو كما يقولون بشكل قانونى "جماعة قائمة بالمخالفة للدستور والقانون"..طبعا لا داعى لأن نشير إلى أن المصابين بعمى الألوان وحدهم هم الذين لايرون للإخوان وجودا على الساحة السياسية، ولكن إذا كانت جماعة الإخوان محظورة ولا شعبية لها كما يقول نواب الحزب الوطنى، وقياداتها وعناصرها فى منتهى الخطورة على الوطن ومستقبل الوطن، والجماعة كتنظيم سياسى يملك من الخطط المسلحة والجيوش الجاهزة، فلماذا لا تحرك الدولة أجهزتها الأمنية وتدفن هذه الجماعة بالحيا؟!
إذا كانت الدولة ترى أن جماعة الإخوان غير قانونية ووجودها غير شرعى فلماذا تسمح بوجود مكتب لمرشدها فى المنيل ووجود نواب يحملون شعارتها داخل المجلس الموقر؟ إذا كانت الدولة ترى فى عصام العريان ومحمود عزت ووليد شلبى كل هذه الخطورة التى تستدعى اعتقالهما فى وش الفجر فلماذا لا تتخذ قرارا فوريا بإعدامهم فى ميدان عام حتى يكونوا عبرة وعظة لكل من تسول له نفسه اتباع أفكار الأخوان ؟ إذا كانت الدولة تخشى على الوطن من الإخوان ودولتهم الدينية فلماذا لا تتخذ قرارا فوريا باعتقال المرشد العام للجماعة ومحاكمته واتخاذ إجراءات حقيقية لتصفية هذه الجماعة عن بكرة أبيها؟.
الإجابة عن شوية الأسئلة السابقة ليست صعبة ولكنها مستفزة.. والمستفز فيها أن الدولة تعاملنا على أننا "داقين عصافير".. تريد منا أن نقتنع أنها "سوبرمان" الذى يحمينا من أشرار الإخوان ووحوش المعارضة، تريد منا أن نقتنع أن هناك فزاعة مقرها الرسمى مكتب الإرشاد الكائن بالمنيل لكى يظل قانون الطورائ سيفا معلقا فوق رؤسنا وألسنتنا وأحلامنا ومستقبلنا، هذا هو بالضبط ماتريده الدولة من لعبة الاعتقالات ومسألة جماعة الإخوان كلها على بعضها، وأى كلام غير ذلك يبقى ضحك على الدقون، ولو كانت الدولة فعلا صادقة فى تلك التهم التى وجهتها لعصام العريان ومحمود عزت وخيرت الشاطر من قبلهم.. فيجب علينا أن نحاسبها بشدة وقسوة لأنها تواطئت مع جماعة محظورة ن،شأت على أسس غير دستورية، وسمحت لها بافتتاح مكتب رسمى تدار فيه اجتماعات ولقاءات رسمية ولم تنقذنا وتنقذ الوطن من هؤلاء الأشرار الذين يسعون لتخريبه بتنظيم مسلح ومنشورات وكتب تملأ الشوارع والمكتبات.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة