أؤمن بحق التظاهر السلمى كوسيلة للتعبير عن الضغط من أجل تعظيم المكاسب أو استعادة الحقوق المسلوبة، لكن على كل العقلاء أن يرفضوا أية مظاهرات دينية تخرج بالفتنة الطائفية من مرقدها، فهى خطر يجب الانتباه له ومعرفة الصغار، الذين يشعلون شرارته سواء كان ذلك من المسلمين والأقباط، ومظاهرة الأقباط أمس الأحد فى ميدان التحرير بالقاهرة، هى نموذج لهذا العبث الذى يفعله البعض دون إدراك للأضرار المترتبة عليه.
نظم المظاهرة ثلاث جهات هى " حركة أقباط من أجل مصر " و" الحزب الليبرالى المصرى " و" مركز المليون من أجل حقوق الإنسان"، وأغلب الظن أن الجهات الثلاث قوامها واحد، لأن هانى الجزيرى رئيس "حركة أقباط من أجل مصر"، هو أيضا قيادى فى الحزب الليبرالى " تحت التأسيس" ومعظم المشاركين فيه أقباط، كما أنه عضو فى "مركز المليون من أجل حقوق الإنسان" الذى يترأسه صفوت جرجس، ويقودنا ذلك إلى القول أننا أمام تكوينات تحمل شبهة الطائفية الخالصة، والشاهد مظاهرة الأمس التى شارك فيها بضع عشرات من الأقباط.
ونظرة فاحصة إلى صور المتظاهرين تبعث الأسى، فنحن أمام شباب صغير مملوء بالحماس والفورة، لكن توجيههم يتم فى خانة طائفية تقوم على تعلية لغة الثأر ممن يتصورون أنهم أعداء وليس أشقاء فى الوطن.
نظرة فاحصة أخرى على الشعارات المكتوبة على اللافتات التى حملها المتظاهرون، تؤكد فداحة ما حدث، ففيها نقرأ الشعار : "لا لتهجير الأقباط من منازلهم"، وهو شعار بالغ الاستفزاز، ويبدو أنه موجه إلى الخارج، فهو شعار يعنى أن المسيحيين فى مصر قد بلغ بهم الاضطهاد حد أنه يتم طردهم من منازلهم قصرا وقهرا، وتلك كذبة تستوجب محاسبة من يطلقها ومن يرددها، وإلى جانب هذا الشعار نرى شعارا آخر "مش هنصالح"، وهو شعار آخر يحرض على الكراهية وتعميقها إلى الحد الذى يؤدى إلى أن مردديه يرغبون بل يعملون لهدف أن يكون على هذه الأرض شعبين وليس شعب واحد.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة