سخر القارئ "فرحان" فى تعليقه على مقالى :"هل أصبحنا طائفيين؟" من دعوتى لكل من لديه قصة مضيئة فى العلاقة بين المسلمين والأقباط لأن يذكرها، قال فرحان :" احنا قاعدين على المصطبة، أم فى الغيط .. قال اللى عنده قصص".
ربما تكون سخرية فرحان مبعثها أنه لم يعد لديه أمل فى علاقة طيبة بين الطرفين، وربما هو يرى أننى متطرف كما رأى غيره ذلك، ومع ذلك فأنا أجدد دعوتى على أمل أن نرى شمعة مضيئة فى هذا الظلام الذى يصر البعض على أن نبقى فيه.
من هذا المنطلق أجدد أسئلتى التى طرحتها فى مقالى السابق، وأتوقف أمام أربعة تعليقات مضيئة استجابت لمطلبى.
قال فؤاد حليم:" كنت أعيش فى قرية كلها مسلمين ماعدا 5 أفراد، أنا وزوجتى وأولادى الثلاثة أقباط، وأصيب ابنى مراد بالحمى الشوكية، ودخل فى غيبوبة كاملة عجز الطب أن يفعل شيئا أمامها ، وعلم الأحباب والأصدقاء .. أولا زار ابنى فى المستشفى أكثر من ألفين من أهل القرية، وقام بعض الأئمة بالدعاء لابنى بعد صلاة الجمعة، وقام المصلون بترديد الدعاء لمراد ابنى .. المهم أن هذه القرية هى "المعدية" مركز ادكو محافظة البحيرة، وابنى الآن مرشد سياحى أد الدنيا، بدعا أعمامه وأخواله وأصدقاء والده ووالدته".
تأثر عصام الجزيرة بكلام فؤاد حليم ودعا بأن يرى ابن فؤاد وزيرا للسياحة، أما طارق عامر فقال:" ولدت وكبرت لا أعرف المسلم من المسيحى إلا عند الذهاب للصلاة سواء بالمسجد أو الكنيسة ".
وقال هانى المصرى إنه تبرع بأنبوية بوتاجاز فى الأسبوع الماضى لجاره المسلم بدون مقابل، ويضيف :" عندما أسافر إلى البلد أقوم بإيصال جارنا ( مصاب بضعف شديد فى البصر) إلى الجامع، حيث يحرص على أداء الصلوات فى الجامع وفى أثناء ذلك نتبادل حديثا مملوءا بالود والاحترام ".
لا يحب المتطرفون من المسلمين والمسيحيين ذكر مثل هذه الأشياء، ويعتبرونها فلكلورا شعبيا يتم استثماره خطأ، بالدرجة التى تؤدى إلى التغطية على أن هناك بالفعل احتقانا طائفيا، ومع تسليمى بأن هناك بالفعل مشاكل، وقناعتى بأن المتطرفين من الجانبين يتحملان مسئولية كبيرة فيها، يزيد منها سياسات خاطئة من الحكومة، أقول إنه ومع كل هذه القناعة لو خسر المتطرفون واحدا فقط تأثر بقصص فؤاد حليم وهانى المصرى وطارق عامر وعصام الجزيرة، فهذا يعنى أننا حققنا مكسبا علينا أن نعمل من أجل تعظيمه يوما بعد يوم ، فرجاء المزيد من القصص.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة