تجدهن على كل الشاشات.. الخاص منها والحكومى، والذى يبث من القاهرة أو بيروت أو دبى، مجموعة من ستات البيوت تقف درجاتهن على ترمومتر المعرفة والثقافة عند الزيرو أو أقل بكثير، ومع ذلك جعلت منهن الظروف والوسائط ولعبة المعارف، مذيعات!!
انتشرن كالجراد على كل الشاشات، يستعرضن آخر صيحات الموضة والسذاجة، بلا رقيب أو حساب، لدرجة أن بعضهن تجرأ وقرر أن يلعب دور القاضى والمرشد الاجتماعى دون أن يملك مؤهلات ذلك، فى ظاهرة بدت وكأن الله أراد أن يعاقبنا بهؤلاء الذى جعل منهن مذيعات، فجعلهن أكثر من الهم على القلب ورزقهن قدرة غير عادية على ادعاء المعرفة ونصح الناس بما هن لا يفقهنه.
أتكلم عن جيل من المذيعات ينتشر الآن على الفضائيات العربية، تجدن التمثيل أكثر مما تجدن مهنتهن، تتلى عليهن الأسئلة والمعلومات من "الكنترول روم" أو على "الإير بييس" وترددنها كما تفعل الببغاوات، تبتسمن وتبكين بأمر المخرج، وتترددن وتتلعثمن حينما يخرج الضيف عن نص الأسئلة التى حفظنها قبل الحلقة، لا هم لهن سوى صناعة حلقة "سخنة" تمتلأ بالفضائح والخناقات حتى ولو تم الأمر على طريقة خناقات المصاطب أو ردح الشراشيح أو تلفيق الأخبار واعتماد الشائعات مصدرا للمعلومات..
أتكلم عن جيل من المذيعات يتجلى بكثير من تفاصيله فى السيدة الأستاذة وفاء الكيلانى مذيعة مقدمة برنامج "بدون رقابة" الذى يذاع على فضائية "إل بى سى" اللبنانية .. تلك المقتنعة بمفردها بجرأتها، والتى لا تملك من المعلومات سوى ما صنعته أيدى الإعداد أو طيرته النميمة والشائعات والصحف الصفراء حتى غرفة مكتبها التى تذاكر فيه حلقاتها، والفاقدة تماما لكاريزما المحاور لأنه لا يوجد محاور يعتمد على قصاصات الصحف الصفراء والأخبار التى يعلم جيدا أنها غير موثقة كمادة أساسية لحوار شخصياته، ويعتمد على الصوت العالى وتكرار السؤال كعنوان لشجاعته وجرأته!!
أتكلم عن تلك المذيعة المهزومة دائما أمام ضيوفها.. هكذا شهدت نصر محروس وهو يكذب كل معلوماتها ويضعها فى ركن الإحراج بسبب اعتمادها على شائعات الصحف الصفراء غير الموثقة، وهكذا شاهدت سامى العدل وهو يعيد تدريبها على كيفية السؤال والاستماع للإجابة، وهكذا شاهدت غادة عبد الرازق وهى تحطم أحلامها بأن تكون بطلة شريفة عفيفة على حسابها، وهكذا شاهدت فيفى عبده وهى تضبطها متلبسة بتكرار الأسئلة وعدم القدرة على إدارة الحوار والاعتماد على مصادر شفهية أو شائعات يعرفها سائقو التوك توك فى شوارع مصر عن فيفى عبده بالضرورة، وبالتأكيد لا أحد فيهم ينتظر السيدة وفاء الكيلانى لكى تعيد لهم الحكى فى المحكى..
هكذا تفعل وفاء الكيلانى فى برنامجها.. تصر وبشدة على أن تسأل ضيوفها من واقع الشائعات التى سبق وتم تكذيبها أكثر من مرة، وتصمم على أن معلوماتها حصرية وحصلت عليها بنفسها من أصحابها رغم أنها منشورة فى الصحف وموجودة على الأرصفة وعلى عين كل تاجر وكل شارى، وتصر وتصمم على أن تعيد فتح قصص وقضايا عصرتها برامج وصحف أخرى قبل أن تفكر هى فى اعتلاء منصة المذيعة، فى إشارة إلى إفلاس واضح ورغبة أوضح فى صناعة حلقة "سخنة" وليس صناعة إعلام هادف أو إعلام يضمن حق المشاهد فى الاستمتاع بترفيه خال من السلق وإعادة الإنتاج..
لا أعرف من هذا الطيب الذى أقنع السيدة وفاء الكيلانى بأنها يمكن أن تكون مذيعة جريئة إذا اعتمدت على الصحف الصفراء والنميمة كمادة تصنع الأسئلة، ويتم على أساسها بناء حوار، ولا أعرف من هذا الخبيث الذى أقنع السيدة وفاء الكيلانى بأنها جريئة لدرجة جعلتها تدمن النظر للكاميرا بين كل دقيقة والأخرى وهى ترفع حاجب وتنزل بالآخر وكأنها نعيمة الصغير زعيمة العصابة التى خطفت "بلية" التى غنى لها عمرو دياب، حينما ضحكوا عليه وجعلوه يقف أمام الكاميرا ويمثل..
لا أعرف ولا أريد أن أعرف ..لأن كل ما أريده من تلك السطور هو إخبار السيدة وفاء الكيلانى برأيى فى برنامجها مثلما تستمتع هى بإخبار ضيوفها برأيها السديد والمنقول من صفحات النميمة فى أعمالهم، التى لم تكلف نفسها عناء مشاهدتها أو على الأقل مذاكرتها ومذاكرة تفاصيل ضيوفها بشكل جيد كما يفعل كل مذيع محترف..
ملحوظة أخيرة ومهمة جدا:
1- قبل أن تسأل لماذا كلفت نفسى عناء مشاهدة برنامج السيدة وفاء الكيلانى طالما لم يعجبنى بهذا الشكل؟!.. اسمح لى أجاوبك قائلا:: شاهدته أول مرة تحت ضغط فضولى .. والمرة الثانية تحت ضغط محاولة اكتشاف كيف تفكر واحدة مثل غادة عبد الرازق، ولكن طريقة الحوار ونوعه لم تمنحنى تلك الفرصة، والمرة الثالثة والرابعة والخامسة لكى أضحك على السيدة وفاء الكيلانى وهى تحاول أن تمثل دور المذيعة اللى بجد.. أما المرة السادسة فلن تأتى بإذن الله حتى لو أغلق النايل سات كل فضائياته فى وجهى ماعدا الفضائية التى تطل عليها السيدة وفاء ..
2- كتبت العنوان بهذا الشكل.. حتى يأتى يوما ما ويسأل أحدهم الأستاذة وفاء كما تحب أن تسأل ضيوفها..على طريقة بيقولوا وقالوا وكتبوا ..كتبته بهذا الشكل لكى يأتى أحدهم ويسألها بيقولوا عليكى مذيعة صفراء؟ فترد هى كما يرد ضيوفها هم مين دول اللى بيقولوا .. وبعدين اللى بيقول يقول، الأهم نجاحى وشهرتى وأعمالى.. لعلها تكتشف فى تلك اللحظة أن كل أسئلتها للضيوف بلا معنى ومجرد أسئلة فشنك وغرقانة فى السذاجة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة