فى الوقت الذى تنشغل فيه الفصائل الفلسطينية بكيفية إبقاء خلافاتها الغبية والشخصية فى منطقة أهم من قضية التحرر واستعادة الأرض المسلوبة، تواصل الحكومة الإسرائيلية قضم مزيد من الأراضى كل يوم وتحقيق المزيد من المكاسب على جثة الانقسام الوطنى الفلسطينى وفتح جبهات جديدة لا تسمح للمخلصين لقضية وطنهم أن يصدوا الهجمات على الجبهات المفتوحة أصلاً.
آخر الجبهات التى فتحتها حكومة نتانياهو هى إعلان وفاة اتفاقية أوسلو عملياً على الأرض عبر قرار ظاهرة ثقافى وباطنه صهيونى متطرف، بضم الحرم الإبراهيمى فى الخليل وقبر راحيل زوجة النبى يعقوب فى بيت لحم إلى لائحة المواقع التراثية اليهودية.
وكان أول توابع هذا القرار الذى يعنى فعلياً إعلان حرب، اقتحام المتطرفين اليهود مدينة أريحا الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية بحسب اتفاقية أوسلو وشعارها الشهير "غزة، أريحا أولاً"، وأصبحت السلطة الفلسطينية بجناحيها المتناحرين فى الضفة، وغزة، كما كانت وستظل فى عيون الحكومات الإسرائيلية "العدو"، قالها نائب الكنيست المتطرف مايكل بن أرى مقتحماً السيادة الفلسطينية على أريحا "لن نسمح بدولة للعدو تحت عيوننا".
هل كانت الفصائل الفلسطينية عمياء عن جوهر الوجود الإسرائيلى وأطماعه طوال السنوات السابقة، لتصدق أنه يفرق بين الفلسطينيين فى غزة وأشقائهم فى الضفة الغربية؟
هل كانت الفصائل الفلسطينية مدفوعة دفعاً إلى إحراز الانقسام الوطنى بدلاً من تحرير التراب الوطنى على الأقل بالبقاء وحدة واحدة، رغم اختلاف التوجهات السياسية وتصورات المقاومة؟ ولكن من الدافع وما الدافع لأن يتخلى الثوار عن ثورتهم والمقاومون عن المقاومة وإلقاء السلاح؟ هل فى الأمر كذبة أم فساد أم اختراق أم تواطؤ على النفس وعلى البسطاء من الشعب الفلسطينى القابضين على مفاتيح بيوتهم التى غادروها وعلى أحلامهم بالعودة؟
الحكومة الإسرائيلية تستطيع إشعال الحرب على جبهات اغتيال النشطاء واحتلال مزيد من الأرض ومصادرة المنازل وهدم البيوت واعتقال النساء والأطفال، لكنها لن تنتصر إذا استمرت إرادة المقاومة مشتعلة قائمة، وإذا استمر الإخلاص للقضية لا للمصالح الشخصية، ولذلك فإن أخطر الجبهات التى فتحتها إسرائيل ونجحت فى تحقيق تقدم كبير فيها هى جبهة كسر المقاومة فى نفوس قطاع واسع من السياسيين الفلسطينيين وتحويلهم إلى منفذين تابعين لأجندتها ومشروعها على الأرض.. لذلك ليس غريباً أن نسمع بأخبار الفضائح الجنسية والمالية والاستخباراتية.
لعدد من المحسوبين على السياسة الفلسطينية .. أيها الثوار .. عودوا إلى الثورة أو انتحروا لتخلصوا أنفسكم وتخلصونا من عاركم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة