لا أمل فى أى إصلاح للإعلام الرياضى فى مصر، والأجواء الرياضية فى كل الساحات أصبحت قذرة بعد أن كثر دخول اللاعبين السابقين الذين اشتهروا بالغش والكذب والشغب وسوء السلوك إلى الشاشات والفضائيات والبرامج.. سواء من باب العمل التخصصى أو كضيوف مؤقتين للإدلاء بآرائهم التافهة أو المغلوطة أو للتعاطى مع الآخرين بكل أنواع السب والقذف.
يكفيك أن تتابع عشرات البرامج أو الصحف والمواقع الرياضية لتكتشف حجم الانهيار السلوكى والمعرفى والأدبى واللغوى لدى العشرات من الجهلاء والدخلاء والسفهاء من اللاعبين السابقين فى ظهورهم وأحاديثهم وردودهم.
وينبرى كل منهم لإعلان نفسه وكيلا للدفاع عن عمله وناديه الذى فتح له الأبواب للعمل وحصد الملايين، مستخدما كل الأساليب القذرة والحقيرة فى اتهام الآخرين وتهديدهم.
ولا تقف الأمور عند هذا الحد الوضيع ولكنها تمتد إلى تكوين فرق عمل منظمة من الأصدقاء والمستفيدين والمتعصبين لمواصلة حملة الغضب والسب والتهديد لمن تسول له نفسه الاختلاف معهم، أو كشف حقيقتهم وماضيهم الأسود والملطخ بالقذارات من إيقافات وعقوبات وأكاذيب وغش وشغب وسوء سلوك.
لاعب قديم كان أشبه بالكعب الدائر على كل الأندية والمدن وتعرض لكل أنواع العقوبات من ناديه الأول والثانى والثالث والرابع.. وخرج مطرودا منها كلها الواحد تلو الآخر وانتهى الأمر بإيقافه على كل الأصعدة.. تحول بقدرة قادر إلى مصلح اجتماعى وإلى راع لعمله وناديه الجديد مؤكدا أنه عاش حياته عاشقا ومخلصا له رغم أن جماهير الكرة لا تنسى أبدا أنه كال كل أنواع الاتهامات والسباب لذلك النادى ومسئوليه فى عشرات المناسبات سابقا.
ولاعب ثان حاصرته كل أنواع الشغب من ضرب زملائه إلى منافسيه إلى الحكام والمدربين والإعلاميين.. ولم يقتصر سلوكه السيئ على الأراضى المصرية وحدها بل تخطاها إلى دول أفريقيا فى شمالها وجنوبها.. ولو جمعنا شهور وسنوات الإيقاف التى طالته لاعبا ومدربا لكانت أطول من أى مشوار لأى لاعب فى الملاعب.
ولاعب ثالث التقطته الكاميرات وكشفته الصور ولاحقته التقارير من الحكام والمراقبين وهو سب الدين للآخرين ويمشى حافيا فى المضمار لأنه يمسك بحذائه أمام وجهه ويشير به نحو جماهير الفريق المنافس.
ولاعب رابع اضطر المسئولون إلى وضع جوانتى على يده وربط أصابعه الخمسة فى بعضها قبل المباريات بعد أن تكررت فضائحه داخل مصر وخارجها وهو يشير بأصابعه بحركات بالغة البذاءة نحو الجماهير المناهضة له.. ولم تردعه أبدا أى عقوبات تعرض لها.
ولاعب خامس فشل فى تعليمه تماما ولجأ إلى كل المسئولين فى ناديه لتسهيل مهمته فى الحصول على شهادته الجامعية مستغلا حفنة محدودة من الأساتذة الجامعيين المتعصبين لناديه.
وانتهى به الأمر إلى إنهاء تعليمه دون أن يكون قد حصل على أى مستوى أو فكر أو ثقافة تتيح له الفهم والتحاور مع الآخرين.
ولاعب سادس اشتهر بين زملائه بميوله الدائمة للفكاهة والكلمات والعبارات الخارجة عن الأدب ليضحكهم ويسليهم.. وبعد انتهاء مشواره الرياضى يكتشف أنه فاشل وجاهل وأن شهادته المحلية مكشوفة.. ويستغل مجددا علاقاته وفلوسه فى دعم ثقافته الهابطة بشهادة أجنبية اشتراها من دولة أجنبية.. ويتندر الناس عليه كثيرا.
وآخرون لا يقلون سذاجة وبجاحة وتفاهة عن السابقين وجدوا طريقهم المتكرر للعمل كمذيعين أو كضيوف دائمين عبر الشاشات أو الاتصالات.. والجماهير التى كرهت مشاهدة سلوكياتهم الحقيرة كلاعبين ومدربين أصبحت مجبرة على مشاهدتهم أو الاستماع إليهم.
ولكن الأمر لا يخلو من بعض اللاعبين الذين امتازوا كلاعبين بأخلاقهم وفنونهم وانتقلوا إلى الشاشات ليكونوا أكثر عطاء وإمتاعا وفنا.. وعلى رأسهم من الراحلين: محمد لطيف وحسين مدكور وعلى زيوار وعلاء الحامولى وأحمد عفت.. ومن الأحياء أطال الله فى أعمارهم: إبراهيم الجوينى وميمى الشربينى وحمادة إمام ومحمود بكر وطه إسماعيل وحسن الشاذلى وعلى أبوجريشة ومحسن صالح وفاروق جعفر، وأخيرا فتى الإعلام الرياضى الأول أحمد شوبير.
قلت سابقا إن الإعلام الرياضى فى مصر يحتاج إلى ضوابط ومعايير لفتح الباب أمام أى شخص للعمل فى المجال.
واليوم أضيف أن مجرد استقبال اتصال هاتفى من أى لاعب سابق أو حضوره إلى أى برنامج لابد أن يرتبط دائما بسلوكياته القديمة وضمان عدم تجاوزه حدود الأدب واللياقة على الهواء.
نحن فى مفترق طرق.. ولكن المسئولين عاجزون عن التدخل وربما سعداء بالمتابعة من مواقع المتفرجين على فصول مسرحيات هابطة فى البرامج والصحف.. وهو ما يضمن انشغالا دائما من الرأى العام أو من الأغلبية بموضوعات تافهة لينسى الجميع مواجعهم الاجتماعية والصحية والمالية والتعليمية والسكنية والمرورية.
والأقلية الواعية لا تتدخل ولا أظن أن كثيرين سيتجهون إلى الإصلاح.
قضى الأمر.. الأغلبية نائمة والفتنة استيقظت.
ولا عزاء للإعلام أو الرياضة أو الأخلاق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة