أعلم أنه أسبوع البرادعى، ولن يعلو صوتا على أخبار وتحركات وتصريحات البرادعى ...الرجل القادم لمصر ليحرك ويغير الحالة السياسية الراكدة منذ 50عاما، سنجد أخباره مانشيت للعديد من الصحف وتعليقات مادة ثرية لبرامج التوك شو، ولن تجد جلسة يجتمع بها النخبة خالية من الكلام عن عمنا الدكتور محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية. يقولون قصصا وروايات عن عوده المنقذ والأمل القادم لتحقيق الحلم المصرى فى الديمقراطية المؤجلة والمنتهكة منذ 50عاما ..
50عاما تركنا أنفسنا لحزب حاكم واحد اختلف اسمه، ولكن تشابهت سياسته فهو الاتحاد الاشتراكى فى الخمسينات والستينات من القرن الماضى، والحزب الوطنى فى السبعينات.. شعب حول حكم الفرد من عادة إلى عبادة، ومن سنة إلى فرض.. شعب لم يفكر فى أى شىء سوى أن يرضى بكل شىء يفرضه عليه حكامه .. شعب اكتفى بأن يكون كومبارس فى فيلم حكم مصر وترك البطولة المطلقة لحكامه وحاشيته راضيًا أن يورث فى كل شىء، ليس كرسى الحكم فقط بل فى كل الكراسى، فابن القاضى قاض، وابن ضابط الشرطة ضابط، وابن أستاذ الجامعة أستاذ، كل شىء يورث ... الغنى يورث والفقر يورث حتى البلطجة تورث.
فإذا كان هذا هو حال الشعب، فإن حكامه الحاليين هم الأصلح له، ونحن نستحق هؤلاء الحكام ولن ينفع القادم من الغرب أو الجالس على سلالم نقابة الصحفيين بأجندة التغيير، لأن وراءه شعبا مؤمنا بنظرية " اللى نعرفه أحسن من اللى منعرفوش"، ولن تفيد عودة برادعى أو ألف برادعى مع شعب يتسابق على لجان التصويت للتزوير.. شعب تحركه برامج التوك شو ورسائل الفيس بوك ومانشيتات صحف تتلون مع " الرايجة " كما يقولون.
أقول الصدق إننى كنت عازما على ألا أكتب عن مولد " عودة سيدى البرادعى"، وكنت عازما على الكتابة فى قضية خطيرة لولا عودة البرادعى لكانت هى حديث الجميع فى الشارع والبرلمان، فى الصحافة والفضائيات، قضية ظلمتها عودة البرادعى، قضية فجرها النائب البرلمانى عباس عبد العزيز عبر طلب إحاطة عاجل إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير التجارة والصناعة، كشف فيه قيام بعض المسئولين فى الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات بالموافقة على استيراد رسائل فلاتر الغسيل الكلوى ودعامات للقلب وأدوات منزلية وأوانى بلاستيكية من الصين غير مطابقة للمواصفات، تحتوى على مواد مشعة ومادة الفاليت تتسبب فى أورام الكبد والجهاز الهضمى وتؤثر على هرمونات الجسم، خاصة فى السيدات الحوامل وأن الصينيين يقومون بجمع مخلفات البلاستيك من جامعى القمامة بمصر ويصدرونها لبلادهم عبر شركات تصدير مصرية ثم تأتى إلينا لتصيبنا بأشد الأمراض.
القضية خطيرة وأهميتها لا تقل خطورة عن أزمة البوتاجاز وتحقيقات نيابة الأموال العامة مع وزير الإسكان السابق الدكتور إبراهيم سليمان وقضايا الفساد الأخرى التى توارت هى الأخرى مع عودة البرادعى، المخلص والمنقذ، فأخباره أهم من صحة المواطن المصرى المنسى دائما من أجندة الحكومة والمعارضة معا، وحتى من أجندة الدكتور البرادعى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة