سعيد شعيب

إقالة الحكومة

الجمعة، 26 فبراير 2010 12:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس بسبب مصادرة حق المصريين فى تأسيس الأحزاب أو النقابات، وليس السبب هو احتكار السلطة ورفض تعديل الدستور بما يتيح لكل الناس الترشح لرئاسة الجمهورية .. وليس السبب أيضا ما تسمعه وتقرأه كل يوم فى الميديا عن فساد هنا وهناك.
سببى أبسط من ذلك وأرجو أن توافقنى عليه لطرد هذه الحكومة، هو "شوية المطر" الذى انهال أمس على القاهرة فأغرقها وحولها إلى كتلة من الجحيم، أنفاق غارقة، شوارع مكدسة بآلاف السيارات، فإذا كنت تستغرق نصف ساعة للذهاب إلى بيتك، فسوف تحتاج إلى ساعات. استنزاف لوقتك وأعصابك وإجهاد، والسبب هو حكومة تدعى أنها تريد أن تحقق تنمية لمصر وهى عاجزة عن زرع مواسير فى الشوارع والأنفاق وعلى مداخل الكبارى تصرف هذه الكمية من الأمطار، وهى بالمناسبة ليست ضخمة، ولكن الضخم هو الفشل و"قلة الضمير"، بل ودعنى أقول انعدامه.
المهندس الذى صمم الأنفاق بحيث لا تكون فيها وسيلة للصرف يستحق محاكمة على الإهمال، لكن معه أيضا كل الموظفين الذين تواطأوا معه على تعطيل مصالح الناس، موظفو الحى ورئيسه والمحافظ والوزير.
هذه ليست المرة الأولى، فى ببلدنا، منذ أقل من أسبوعين، غرقت بعض محافظات بلدنا فى مياه السيول، و"اتخربت" بيوت وتشردت أسر وأطفال ونساء. أضف إلى ذلك أزمة طوابير العيش التى استشهد فيها ناس غلابة، و"كمان" أنابيب البوتاجاز. إنه المنطق الفاسد للموظفين، من أول أصغر موظف فى المحليات وانتهاء برئيس الوزراء.
فإذا كانت هذه الحكومة غير قادرة على أن توفر للناس البديهيات البسيطة، وغير قادرة على حل هذه المشاكل الصغيرة فما جدواها، ولماذا يبقى عليها الرئيس؟
لا أجد سببا مقنعا، وأدعو السيد الرئيس لأن يأخذ سيارته بحراسه طبعا ويجوب مناطق القاهرة البعيد عن بيته وبيوت الكبار، حيث قام موظفوه باللازم، حتى يعرف أن الذين اختارهم ليتحكموا فى رقابنا فشلة ولابد من إقالتهم على الأقل، وليس كما يحدث إقالة موظف صغير من هنا أو هناك، ولكن بمن فيهم رئيس وزرائه.
هذا لا يعنى أن الرئيس غير مسئول، فهو الذى اختارهم، وهو الذى يتكرر أمام عينيه فشلهم المروع فى مواجهة أى أزمة طارئة وصغيرة، فماذا يفعلون لو لا قدر الله، واجهتنا أزمة صعبة.
لكن هل يفعل الرئيس؟
لن يفعل.
ما هو الحل؟
"مش عارف".








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة