ضربت حكومة دبى بأجهزتها الأمنية مثلا رفيعا فى القدرة البارعة على الكشف عن جريمة جهاز الموساد الإسرائيلى، فى اغتيال القيادى البارز فى حركة حماس، محمود المبحوح.
فعل الموساد جريمته وهو يظن أنه لن يتم كشفها لأنه استخدم وسائل معقدة فى التزوير، شملت استخراج جوازات سفر من دول أوربية مختلفة مثل بريطانيا وفرنسا والنمسا وأيرلندا بالإضافة إلى استراليا.
ذهبت الظنون فى بداية كشف الجريمة، إلى أنها ستمر مرور الكرام مثل جرائم أخرى، واعتبارها من العمليات المعقدة التى يصعب الكشف عنها، وأنه سيتم إلقاء الاتهام على الموساد كما جرت العادة فى مثل هذه الجرائم، مما يزيد معه الظن بأن هذا الجهاز هو شبح يسير بيننا يستطيع فعل أى شيء دون القدرة على الكشف عنه، لكن شرطة دبى كان لها الكلمة العليا فى فضح إسرائيل وجهاز مخابراتها، وإثبات أنه بقدر ما هو جهاز قوى إلا أنه يخطئ ويصيب، وأن شرطة مثل شرطة دبى استطاعت بالعمل الفنى الدؤوب والتقنية العالية أن تفضح ممارساته الوحشية.
كشفت دبى عن كل الذين ارتكبوا الجريمة بالصورة والحركة وبوضوح شامل، وكشفت عن جوازات سفرهم المزورة، وكيف تحركوا من العواصم الخارجية التى استخرجوا منها هذه الجوازات، حتى وصلوا إلى دبى لتنفيذ الجريمة التى استغرقت 20 دقيقة، غادر المجرمون بعدها دبى إلى الخارج.
الكشف عن هذه الجريمة رفع الأجهزة الأمنية فى دبى إلى أعلى المراتب، وزاد من تلطيخ سمعة إسرائيل الملطخة أصلا بسفك الدماء، وجعل من الموساد الإسرائيلى جهازا خائبا لعدم قدرته فى التستر على جريمته، كما أنها أكدت على النهج الإجرامى المتواصل لإسرائيل.
الغريب أن بعض الأصوات التى تهيم حبا وعشقا فى إسرائيل، مازالت تتغزل فى قدرة الموساد الخارقة، وتعتبر أن اغتيال المبحوح هو عملية بارعة لأنها أوصلت رسالة إلى سوريا وإيران وحماس، وتغفل هذه الأصوات الفضيحة العالمية التى تعيش فيها إسرائيل بسبب كشف دبى عن تفاصيل المتورطين فى الجريمة، وهى فضيحة تنضم إلى فضائح سابقة، ربما لن تأتى بنتائجها سريعا لكن حتما ستأتى بنتائج فى وقت ما.
تحية إلى شرطة دبى وقائدها ضاحى خلفان الذى ضرب المثل فى الحرفية والمهنية الفائقة فى فضح إسرائيل.