بعد مرور أكثر من 20 يوما على قرار د. حسام كامل رئيس جامعة القاهرة بإخلاء المبنى الجنوبى بالمعهد القومى للأورام، يمكن القول إنه كان جريئا وشجاعا إلى أقصى درجة، فلم يبال بسهام الغضب التى ستهاجمه وستنال منه، بعد توقف المستشفى عن استقبال المرضى.
د. كامل الذى أحال ملف معهد الأورام بأكمله إلى النائب العام، يستحق كل الإشادة به بسبب هذا القرار الذى جاء فى وقت صحيح تماما، قبل أن تنقلب الدنيا وينهار المبنى "على رؤؤس المرضى ومن فيه"..ووقتها كان الجميع سيطالب برأسه لأنه لم يخل المبنى، كما يطالبون حاليا برأسه لأنه أصدر قرارا بإخلائه.
ترك الجميع "حسام كامل" فى أزمته، بدءا من وزير الصحة د. حاتم جبلى الذى كان بإمكانه توفير مستشفى جاهز لمرضى السرطان الذين لا تتحمل الجامعة مسئوليتهم فقط، وإنما وزارتا الصحة والتعليم العالى والدولة بأكملها.. وحسنا فعلت وزارة الإسكان بإعلانها تخصيص مستشفى التجمع الأول لصالح الجامعة رغم قلة سعته الاستيعابية التى لا تتجاوز 100 سرير.
اعتمد "كامل" على البدائل غير الجاهزة لديه، وأسرع فى تجهيزها، لضمان إخلاء المبنى بأقصى سرعة.. لم يجد أمامه سوى مستشفيات الجامعة بعد أن توقفت جهود وزارة الصحة عند حد إجراء عمليات النخاع بمعهد ناصر ومستشفى الشيخ زايد..ولكن أين يمكن إجراء عمليات الجراحة الكبيرة.
"كامل" لجأ إلى البدائل، بدءا من مستشفى الطلبة الذى أعلن عن توفير 90 سريرا به، وتوفير حجرتين للعمليات به، وبالفعل خلال 15 يوما أوفت الجامعة بما وعدت وتم إجراء 10 عمليات جراحية بالمستشفى، أما العمليات الجراحية الكبيرة، فقرر "كامل" الاعتماد على إمكانات مستشفى "المنيل الجامعى" كبديل آمن لهؤلاء المرضى الذين يحتاجون إلى ملاذ آمن لهم.
"مرضى السرطان" ملف كامل يحتاج إلى تضافر جهود الدولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لأن شخصا بمفرده، مهما كان حكيما، ومهما كانت قراراته، لن يقدر على الوفاء بالتزامات 150 ألف مريض فى ظل انخفاض السعة الاستيعابية بمعهد الأورام والتجهيزات الجديدة من 600 سرير قبل إخلاء المبنى الجنوبى إلى 350 سريرا..فهل تتدخل الدولة لسد العجز لإنقاذ المرضى، بعد أن بذلت جامعة القاهرة كل مقدراتها، أم تضع- كعادتهاـ "ودن من طين وودن من عجين".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة