تستحق كتيبة المنتخب الوطنى لكرة القدم أن نرفع لها قبعة الاحترام، وأن نتأمل ونتساءل: لماذا أصبحت منظومة المنتخب قادرة على النجاح؟ وباستثناء الفشل فى الوصول إلى كأس العالم فى جنوب إفريقيا، استطاع المنتخب أن يحقق النجاح فى كل المنافسات التى خاضها، ومع كل التقدير والاحترام لكل كتيبة المنتخب فإننى أتوقف أمام الفتى جدو.
من حوش عيسى محافظة البحيرة جاء جدو، داعب الكرة وهو صغير السن فطاوعته، حلم بأن يكون بجوار نجوم الكرة الكبار الذين سبقوه إلى الميدان فتحقق له الحلم، حلم بأن تحمله الجماهير على الأكتاف فها هى تنتظره بالفعل لتحمله.
من حوش عيسى إلى نادى دمنهور ثم إلى نادى الاتحاد السكندرى واصل جدو لعبة كرة القدم، أعاد جدو البريق إلى نادى الاتحاد الذى قدم لكرة القدم المصرية نجوما بوزن شحتة الإسكندرانى الذى يعد آخر عمالقة نادى الاتحاد فى منتخبنا الوطنى، وبعد شحتة غابت أندية الإسكندرية عن المنتخب، حتى جاء النجم أحمد الكاس نجم نادى الأوليمبى ومدربه الحالى ليواصل عطاء كتيبة الإسكندرية للمنتخب.
بعد أحمد الكاس انقطع حبل الوداد السكندرى مع المنتخب حتى جاء الفتى جدو ليعيده، ولكن بنكهة ألذ، نكهة اكتسبت حلاوتها من قدرته الفائقة فى تسجيل الأهداف منذ مباراته الأولى ضد مالى حتى مشاركاته فى أنجولا. فى طلة جدو الشخصية راحة تذهب إلى القلب مباشرة، وفى عوده الممشوق ذكرى لنجم الكرة العالمى يوهان كرويف، نجم هولندا الذى قلما تنجب الملاعب مثله، وفى ابتسامته براءة أطفال ينطقون باسمه فيتخيلون أنه جدهم بحق، وفى قدمه سر إلهى يخشاه حراس المرمى.
قدر القرى والمراكز التى تنجب مواهب ألا يعرفها أحد قبل أن تقذف بموهبة فتعيد كتابة اسمها، كنا نسمع عن حوش عيسى دون أن يقترن به مواهب سياسية أو فنية، حتى جاء الفتى جدو ليعطى لـ«الحوش» بريقاً، ويعيد كتابته على الخريطة مقرونا بـ«جدو».
يحق لعائلة جدو أن تفرح بولدها، ويحق لحوش عيسى أن تفتخر بموهبة ابنها، ويحق لعموم الشعب المصرى أن يتباهى بأن عنقود المواهب الكروية فى بلده لا ينضب، ويحق لكل أسرة مصرية بسيطة أن تأمل فى أن موهبة ولدها فى الكرة أو الفن أو فى أى شىء آخر، من شأنها أن تعيد إليها البسمة التى يسرقها عادة لصوص الوطن.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة