لو كان جوجل رجلا مصريا لاعتبرناه على الفور وليا من أولياء الله الصالحين، ولأقمنا له على الفور مقاماً يليق به، ولحج إليه الحجيج، ونُذرت النذور، وذبحت الذبائح، ولوقف الزوار أمام عتبته يقبلونها، وأمام ضريحه يتحسسونه ويتمسحون به أكثر مما يفعلون مع زوجاتهم.
المصريون يحبون جوجل، ولو كنت تشكك فى كلامى اعمل سيرش على جوجل، وسيخبرك أن أكثر كلمة يبحث عنها المصريون هى كلمة «جنس» بالعربية والإنجليزية، وأن ترتيب المحافظات فى البحث هى شبين الكوم التى احتلت المركز الأول، تلتها الجيزة، ثم القاهرة، ثم الإسكندرية.
بارك الله فى شعب شبين الكوم صاحب المنزلة المتقدمة، ونناشد شعب الإسكندرية الشقيق: شدوا حيلكم شوية، الناس فى جوجل بيشتكوا منكم.
أكثر ما يبحث عنه الإيرانيون كلمة: «قرآن»، وأقل دول بحثت عن كلمة «محمد» هى الدول العربية، وأكثر الدول التى بحثت عن اسم النبى صلى الله عليه وسلم هى تركيا والنرويج والدانمرك، أما كلمة «بن لادن» فأكثر من بحث عنها هم الأمريكيون، ربما يعتقدون أنهم سيتمكنون من القبض عليه أسرع إذا تركوا البحث فى أرض الواقع وبحثوا فى جوجل.
أكثر الباحثين عن الكتب هم الهنود وأكثر الباحثين عن الأفلام هم الباكستانيون.
وقديماً كانت هناك نكتة تقول: واحد ضاع منه جنيه فى الضلمة راح يدور عليه فى النور، النكتة تطورت وأصبحت: واحد ضاع منه جنيه فى الضلمة راح عمل عليه سيرش فى جوجل.
لا يوجد ولى يملك من المعجزات أكثر مما يملكه جوجل، وليس هناك من هو أعلم منه، أنت تسأل وجوجل يجيب، أنت تأمر وجوجل يطيع، جوجل أسرع أنباء من الكتب.. فى سيرشه البحث حول الجد واللعب.
لو كان جوجل مصريا لوددنا ألا يكون مصريا، يكفينا جداً ما لدينا من الأولياء، تخيل شكل الشركة العملاقة حين تتحول إلى مزار كبير للمريدين والمجاذيب، ولاّ تخيل شكل المولد اللى هيحصل كل سنة، لو كان جوجل رجلاً مصرياً لقتلناه.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة