محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائرى لكرة القدم، تحمس بشدة لاقتراح سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة المصرية، بتنظيم قمة كروية تجمع بين الفريقين المصرى والجزائرى، فى إطار المباريات الودية التى يجريها الفريق الجزائرى، استعداداً للمشاركة فى كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
الجامعة العربية أصدرت على الفور بياناً عاجلاً لدعم المبادرة المصرية، ودعت إلى عقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين، لتوفير المساندة العربية اللازمة لإنجاح هذه الخطوة المثيرة.
كما أجرى عدد من الملوك والرؤساء العرب اتصالات هاتفية بالقيادتين المصرية والجزائرية لتشجيعهما على مزيد من الجهود لإنهاء الخلافات بين الشعبين العربيين، وإزالة رواسب الكراهية التى خلفتها المنافسة الرياضية بين المنتخبين الوطنيين فى الفترة الأخيرة.
من جانبها، تعهدت الحكومة المصرية، بمنح تأشيرات مجانية وتخصيص 20 ألف تذكرة مجانية للمشجعين الجزائرين، وتقديم تخفيض على أسعار الإقامة بفنادق القاهرة للجمهور الجزائرى الذى سيرافق منتخبهم القومى.
أما الحكومة الجزائرية، فقررت تنظيم رحلات طيران مخفضة لنقل أفواج الراغبين فى المشاركة بهذا الحدث، كما أعلن عدد من رجال الأعمال فى البلدين عن تقديم وجبات وهدايا رمزية لكافة المشجعين.
صحف البلدين تناولت النبأ بحذر شديد وسط تشكيك البعض فى جدوى مثل هذه الخطوة للتقريب بين جماهير كرة القدم فى كل من الجزائر ومصر، لكن القيادة السياسية فى البلدين تبنت الاقتراح، وجارى الترتيب لمشاركة الزعيمين المصرى والجزائرى فى مشاهدة المباراة.
وسائل الإعلام العالمية أصيبت بالصدمة من حجم المفاجأة غير المتوقعة، وبدأ المراسلون ومندوبو وكالات الأنباء العالمية يتوافدون على القاهرة لتغطية الحدث الرياضى المرتقب بين المنتخب المصرى بطل أفريقيا والمنتخب الجزائرى ممثل العرب وأفريقيا فى كأس العالم القادمة.. قناة الجزيرة الرياضية أعلنت عن رغبتها فى شراء حق نقل المباراة حصرياً مقابل عدة ملايين من الدولارات، التى سيتم تخصيصها لتطوير عشرات مراكز الشباب فى الأقاليم المصرية.
الخبر السابق عارِ تماماً من الصحة.. ومجرد أحلام يقظة وفكرة من محض خيالى المتلهف لاستعادة التكاتف العربى، رأيت أن أطرحها هنا على من يهمه الأمر.. بعد أن حققت مصر حلمهاٍ الرياضى غير المسبوق، وتم تتويج منتخبها بطلاً لأبطال أفريقيا، وبعد أن أعاد إليها الحماس العربى الذى كان فى طريقه إلى الفتور نتيجة بعض الاخفاقات السياسية المتتالية مؤخرا.
الآن وبعد أن احتفلنا بالكأس واحتفل معنا أغلب الأشقاء العرب بالفوز الرياضى الكبير.. هذا النصر الضخم سيظل منقوصاً طالماً بقيت علاقاتنا مع الجزائر على ما هى عليه من شحن وتوتر.
طبيعى أن يعترض ضيقو الأفق والمتعصبون فى الجانبين على إقامة أى لقاء كروى ودى بين المنتخبين، فى المقابل سنجد هناك ملايين المصريين والجزائريين الذين سيتنافسون على دعم نجاح "المبادرة"، وربما يسعون إلى ابتكار مزيد من الخطوات التى من شأنها تحقيق أحلام الغالبية العظمى من الشعبين فى تدعيم وتقوية أواصر الوحدة والإخاء.
أظن أن خطوة من هذا النوع كفيلة بأن تمحو كل ما جرى من مناوشات وخلافات وحروب إعلامية وهمية مغرضة بين البلدين خلال الفترة السابقة.. اللقاء الكروى الذى أدعو إليه سيكون بمثابة التدريب والتأهيل للفريق الجزائرى من ناحية، وعربون للمصالحة وتضميد الجراح، كما تكون أيضاً فرصة لتدريب جمهور الكرة فى البلدين على المنافسة الشريفة التى لا يكون فيها فائز وخاسر، ويلعب الفريقان بروح رياضية صافية بعيداً عن التعصب ٍمن أجل تحقيق المتعة وإصلاح ما أفسدته الأيام والمنافسات الماضية.
هل هناك من يتبنى هذه الفكرة ويعمل على تحويلها من خبر خيالى إلى مفاجأة حقيقية تُدهش وسائل الإعلام العالمية، وتطوى هذه الصفحة المشينة للأبد، وتُعيد إلى مصر مكانها ومكانتها التاريخية والحضارية أمام أمتها العربية؟
* رئيس قسم الشئون العربية بمجلة روزاليوسف
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة