بالإضافة إلى أن قضية مقتل سوزان تميم، هى قضية مليارات، فهى أيضا قضية الشائعات والأكاذيب. وربما كان من الصعب أن يطلع الرأى العام على كل هذه التفاصيل لو لم تقع الجريمة. عن كيفية تسوية العلاقات العاطفية والمالية بعض رجال الأعمال، وكيف يمكن للمال أن يعطى صاحبه الشعور بأن له إرادة تعلو على باقى إرادات من حوله.
ومن التعليقات المباشرة على المقال أو "البريد الإليكترونى"، اكتشفت أن هناك انقساما فى الرأى حسب زاوية الرؤية، تأثرا بما ينشر فى الصحف أو يتردد فى الفضائيات. وكيف يمكن للشائعات أن تتحول من كثرة الترديد إلى ما يشبه الحقيقة.
ترك المعلقون أو اغلبهم القضية ووقائعها وانخرطوا فى تبنى وجهة نظر واحدة إما منحازة للمتهم أو للقتيلة. بدا بعض المعلقين متعاطفين مع هشام طلعت بأنه كان ضحية امرأة لعوب، كانت تخدع الرجال وتتلاعب بهم، من أجل المال، وتجمع بين اثنين وأحيانا ثلاثة. وكيف كانت الأسرة المصونة للقتيلة يحضرون للقاهرة تحت الرعاية الكاملة وأن الشقيق متهم بخداع فتاة ودفعها للانتحار، والأب مدان فى قضية حيازة مخدرات وكل هذه القضايا أغلقت بمعرفة الملايين.
فى المقابل هناك من يرى أن سوزان ضحية نزوات الرجال الذين كانوا يطاردونها ويطمعون فيها ويريدون امتلاكها لأنوثتها الطاغية وجمالها وموهبتها. وهؤلاء يستندون إلى رأى محاميها الذى قدمها كملاك. وقال البعض إن الأمر كله دليل على فساد الكثير ممن يمتلكون الأموال، ويرون أن من حقهم امتلاك أى شىء وأى شخص لا فرق بين طائرة وامرأة، أو بندقية وقاتل محترف.
وكثير من الآراء لا علاقة لها بالقضية، وإنما تستند إلى الدعاية التى يطلقها محامى كل طرف، ويقدمها للإعلام، وليس للقضاء وهى صفة أخرى رافقت جريمة مقتل سوزان. حيث المحامون يترافعون أمام الكاميرات وليس أمام القضاء وبعضهم ينشر أسرار موكله، ورأينا محامى المتهم الأول يتحدث عن كون هشام منح موكله السكرى مليونى دولار من أجل أن "يلبس" سوزان قضية كوكايين ومخدرات وليس من أجل أن يقتلها، وهو لا يعرف أنه فى الواقع يؤكد كون موكله مجرما محترفا. وكل طرف يريد كسب الرأى العام ربما يضغط من أجل تسييد الرأى. والنتيجة جبال من الأكاذيب والبلبلة، والتسريبات التى يتصور المحامون أنهم يفوزون بها، والرأى العام اكتشف مع الجريمة تفاصيل ما كان له أن يعلم عنها شيئا.
ربما كان هناك عشرات من "سوزان"، وعشرات عشاق وقتلة، وربما كانت الجريمة واحدة من عشرات العمليات لعشاق يمتلكون مليارات تسمح لهم بشراء قاتل بمليون أو أكثر. وإغلاق القضية بمليون أو عدة ملايين.. ولا نعرف كم قضية مثلها يمكن أن تكون أغلقت؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة