إذا ذهبت إلى زيارة لمستشفى سرطان الأطفال 57357، ستنبهر بأشياء كثيرة من ضمنها لافتة صغيرة على باب أسانسير مكتوب عليها: "صدقة جارية من محمد أبو تريكة ومانويل جوزية"، فى إشارة إلى أن نجم الكرة الدولى المصرى، والمدرب البرتغالى تبرعا بالثمن.
كتبت عن ذلك حين شاهدته، واعتبرت ما كتبته تحريضا إضافيا لمن هم فى مثل حال أبوتريكة، كما أن رجلا مثل جوزيه يفعل ذلك، وهو أجنبى أقام على أرض مصر، فهذا أمر يستحق أيضا التقدير والاحترام.
وأجدد هذا الأمر الآن بمناسبة المكافآت الهائلة التى تنهال على كتيبة المنتخب الوطنى لفوزه للمرة السابعة والثالثة على التوالى بكأس الأمم الإفريقية.
يحصل اللاعبون على مكافآت هائلة عقب كل فوز، بل حصلوا على مكافآت من الرئيس مبارك بعد هزيمتهم من الجزائر فى أم درمان وضياع حلم صعود مصر إلى مونديال جنوب إفريقيا، أقول ذلك دون حسد، بل أدعو بالمزيد مادام ذلك أصبح لغة كرة القدم فى كل دول العالم وليس فى مصر فقط.
ولكن لماذا لا يقتطع هؤلاء النجوم جزءا من هذا الرزق الوفير لعمل الخير.
أطرح السؤال دون أن أصبغه بصبغة اتهام لأحد، فربما يكون فى جعبة أسرارهم ما يفعلونه للخير، ويفضلون أن يكون ذلك فى صمت، وأن يكون الله وحده هو الشاهد على ما يفعلون، ومع ذلك فإن اللاعب والنجم الكبير محمد زيدان أحد الصناع الكبار للفوز بكأسى الأمم الإفريقية الحالية والسابقة، هو الذى حرضنى على تناول هذا الموضوع ثانية، بعد أن أعلن أمام الآلاف من جماهير مدينته بورسعيد، أنه بصدد إنشاء مشروع خيرى وفاء لبلده التى أنجبته وعاش على أرضها وبين أهلها.
كلام زيدان تعبير عن دور اجتماعى طيب، وأذكر أن النجم أحمد حسن قد أعلن عقب غرق العبارة "السلام 98"، تحمله نفقات تربية أحد الأطفال الناجين من الغرق بعد أن فقد أهله، وهو من بلدته مغاغة فى محافظة المنيا.
ما فعله أبوتريكة وأحمد حسن، وما أعلنه زيدان، تعبير أصيل عن رد الجميل للجماهير التى تقف بكل جوارحها وراء نجوم الكرة، وحبذا لو فعله الآخرون.