هل هناك علاقة بين تفويض الرئيس مبارك للدكتور نظيف بالقيام بمهامه الرئاسية خلال فترة علاجه بألمانيا وبين أزمة السولار التى اشتعلت من اليوم الأول لهذا التفويض وما زالت.
جمعتنى جلسة خلال الأيام الماضية مع عدد من المفكرين وكان موضوع السولار حاضرا بقوة فى نقاشاتنا، ليس طمعا من جانبنا فى الحصول على حصة من أحد مستودعاته لتخزينها وإعادة طرحها محملة بمكسب مالى مبالغ فيه، ولكن لأن هناك من رأى أن تفجر أزمة السولار بهذه القوة التى أدت لمصرع أحد المواطنين فى أثناء صراعه للحصول على نصيبه من السولار، ما هو إلا نتاج ترتيب منظم من جهات عليا فى الدولة يعنيها بكل وضوح وحسم أن يتأكد دوما أن غياب الرئيس حتى لو كان لعدة أيام لعارض صحى بسيط سيجعل الدولة فى حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار من أجل أبسط الأشياء، وهو ما يجعل الجميع يتساءلون ماذا سيكون الموقف إذا ظهرت مشاكل أكبر، وماذا يمكن أن يحدث إذا غاب الرئيس مدة أطول.
وفى اعتقادى أن جانبا من هذا التحليل سليم حتى لو لم يكن مرتبا بهذا القدر من الذكاء وهو الإيحاء للجميع بأن ثمة خللا كبيرا سيصيب المجتمع فى كل جوانبه، وخصوصا التى تمس قطاعات البسطاء والمهمشين فى حال أى اضطراب فى موقع الحكم أو غياب الرئيس لأى سبب.
وبالرغم من أن مشكلة السولار أساسا مشكلة مفتعلة تعود بالأساس لغياب الرقابة، وإهدار الدعم وسوء توزيعه إلا أنها يمكن أن تكون مقدمة لما يمكن أن يحدث، وهو ما يدفعنى لأن أطالب بضرورة أن يتحرك الجميع بقوة حقيقة، لأن تكون هناك قواعد مؤسسية حقيقية لإدارة شئون الدولة وحل الأزمات ووضع الخطط والسياسات، قواعد لا تتغير بغياب شخص أو مسئول حتى لو كان يجلس على قمة المسئولية.
لقد حان الوقت لأن تنتقل مصر من عصر إلى آخر، الوقت متاح لأن نستغل فرصة جديدة لتبدأ فيها إسلوبا فى إدارة الحكم يطبق الحد الأدنى، مما يطبق فى العالم، فبالتأكيد مصر تستحق أفضل من أن يموت بعضا من مواطنيها دهسا فى طوابير البحث عن السولار.
* كاتب صحفى بالأهرام
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة