كيف سيقود الحزب الوطنى الحاكم فى مصر جبهة واسعة تضم أحزاب التجمع والناصرى والوفد وجماعة الإخوان المسلمين؟
تكملة السؤال .. ضد من سيتوجه عمل هذه الجبهة؟
لا وجه للغرابة فى طرح السؤال..فما كان يدار من قبل فى السر بين أحزاب المعارضة والحزب الوطنى الحاكم، يخرج الآن إلى العلن والسبب يكمن فى الدكتور محمد البرادعى.
فى المشهد السياسى الذى بدأ يتكون منذ قدوم البرادعى إلى القاهرة فى الشهر الماضى، نرى رفضا من الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع للبرادعى، وفى الناصرى نفس الرفض، والوفد قرر رفض إجراء حوار معه، والخلاصة أن الشرعية الحزبية ممثلة فى أحزاب المعارضة، رفضت كل ما يأتى من البرادعى دون أى نقاش، ومع رفض الحزب الوطنى نكون أمام جبهة حزبية لا فرق فيها بين حزب حاكم وحزب معارض، جبهة يحكمها هدف واحد هو رفض البرادعى، وحركة دءوبة للتعبير عن هذا الرفض والتعبئة الشعبية من أجل إقناع الناس به، لكن هل تكفى جبهة حزبية قوامها أحزاب ميتة جماهيريا للوصول إلى الهدف المنشود؟
الإجابة تأتى من الأخبار التى بدأ تسريبها فى اليومين الماضيين وتدور حول "صفقة الإخوان المسلمين والحزب الوطنى".
فى تفاصيل الصفقة، حسب ما نشرته جريدة الشروق فى عددها الصادر أمس، عدم مشاركة الجماعة فى انتخابات الشورى المقبلة، وحصولها على مقاعد فى مجلس الشعب بين 20 و25 مقعدا، شرط عدم الدفع بمرشحين فى العاصمة والمنوفية والمدن الكبرى، والأهم فى الصفقة هو عدم معارضة الإخوان لمرشح الرئاسة من الحزب الوطنى، وعدم مساندتها لمرشح آخر.
الصفقة لو صحت وأغلب الظن ستكون صحيحة، وشاهدها صفقات الطرفين فى الماضى، والتى تبدأ بالملاحقات الأمنية لقيادات الإخوان كورقة ضغط، ثم تنتهى غالبا برفع الضغط الأمنى فى مقابل شىء ما، وهذا ما يحدث الآن، أقول إن الصفقة تستكمل مشهد التحالف الواسع الذى سيقوده الحزب الوطنى ضد البرادعى ولكى تحتفظ المعارضة (الحزبية) ببعض من روائحها، ربما نشاهدها تغالى فى الهجوم على الحكومة، حتى تظهر أمام الناس أنها معارضة بجد، وأن ما ستحصل عليه من مكاسب متمثلة فى عدد من المقاعد فى مجلس الشعب هو نتيجة معارضتها، وليس نتيجة التحالف.
السيناريو طبقا لهذا التحالف سيتكون من أحزاب شرعية ضد البرادعى، فى مقابل حركات احتجاجية ونشطاء سياسيين، وبقايا أحزاب مع البرادعى، وكله يحسب للبرادعى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة