خسرت مصر بأقباطها ومسلميها عالما جليلا فاضلا رحل عن عالمنا يوم الأربعاء... إنه فضيلة شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوى، كانت علاقته بقداسة البابا شنودة محل إعجاب من الكتّاب والسياسيين.
حاول فضيلة شيخ الأزهر جاهداً محاربة التدين الشكلى والمظهرى، فأصبح هدفاً لكل المتأسلمين فى المنطقة. كان حديثه طيبا ولكن أذان العامة صُمَّت أمام دعوته للحب والإخاء، حاول بكل الطرق إعطاء صورة عن مدى علاقته بالآخر من خلال علاقة الحب بينه وبين قداسة البابا شنودة بدون كلمات، ولكن لم يفهم العامة علاقة الحب بين البابا وفضيلته التى فقدت مغزاها بعد الغزو الوهابى لمصر.
لقد رحل فضيلته عن أرض الأتعاب ووقف أمام رب واحد أحد، الكل منا سيقدم حسابا عن أفعاله وهناك لا يستطيع أحد اغتصاب حقوق الله فيكفر ويستحل الآخر مثلما يحدث على الأرض.
فضيلة شيخ الأزهر رحل عنا، وبرحيله عن عالمنا الفانى انتهت صورة الوحدة الوطنية والشعارات الرنانة التى رفعها السياسيون والإعلاميون والكتّاب للحديث عن الوحدة الوطنية عند كل اعتداء على الأقباط، فلن يستطيعوا بعد اليوم رفع صورة الشيخ والبابا والعناق المتبادل، انتهت هذه الصورة الجميلة بعد أن فقدت معناها..
ترى ماذا سيقدم الأزهر لمصر ولشركاء الوطن؟!! حب.. ود.. إسلام متسامح.. أم برحيل فضيلة الشيخ طنطاوى ستتمكن الوهابية من الأزهر؟
أخيراً مصر تحتاج لكلمات جادة قوية مع الصورة الصادقة لتعود علاقة الحب بين ملاك الوطن وليس شركاؤه، لأنه كما ذكر الأستاذ نبيل عبد الفتاح فى أحد مقالاته: (إن علاقة الشراكة تنتهى.. أما علاقة الملك فلا تنتهى).
رحم الله فضيلة شيخ الأزهر ...
مع عزائى لكل المصريين مسلمين وأقباط فى رحيل عالم فاضل جليل حاول تقديم صورة جميلة لأبناء الوطن مع غالبية صُمًّت آذانهم، وأغُلِقت عيونهم، وتبلدت أحاسيسهم لفهم تلك الصورة.