أطالع الصحف اليومية وأدقق فى التصريحات الحكومية, هذا ما دأبت عليه طيلة العشرين السنة الماضية بشكل غير منقطع ولا لاهث أو متعب أو داعبنى الملل.
فقد وجدت فى هذه العادة ما يرسم على وجهى ابتسامة دائمة، بالرغم مما تحمله من مرارة، كما هو حالنا كمصريين.
فالتناقض الذى أخرج به طالما أصابنى بالحيرة.. فعلى سبيل المثال:
أجد رامى لكح هارباً بأصل مديونية زائد فوائد تصل إلى 3 مليارات، لكنه يعود بمنتهى السهولة مجدولاً 1.2 مليار فقط لا غير بعد أن أبرم معه البنك المركزى صفقة العودة بدلاًَ من ما فيش.
وفى القريب العاجل سوف نجد النشرتى والسعد وعبد الحى وبقية الهاربين عائدين إلى المحروسة.. مزينين بأكاليل الغار وتتسابق برامج التوك شو للحديث معهم بوصفهم شرفاء عادوا لتسوية أوضاعهم المالية, ثم يبدأ محافظ البنك المركزى فى استعراض خطته وتصوراته الناجحة الناجعة فى عقد هذه الصفقات.
على صعيد آخر أجد ممثلى الحكومة فى مجلس الشعب ومعهم يوسف بطرس غالى مستمرين فى إصدار تقارير الدين الداخلى والخارجى وعدم قدرتهم على الوفاء بمتطلبات الشعب من أجور وزيادات وخدمات ومنحة بطالة... إلخ، وإنهم بحاجة لفرض بعض الرسوم والضرائب لتمويل ما يطلبه المواطنون, ثم ينضم إليهم د.محمود محيى الدين بصفقاته العالمية لبيع أى شركة تقدم بشكل أو بآخر خدمة أو منتجاً للغلابة من المواطنين "بتراب الفلوس" وطبعاً لتمويل الدولة وتشجيع الاستثمار والذى يقوم بدوره بإعادة بيعها بعد عدة شهور بثلاثة أضعاف وأحيانا 15 ضعفاً مما دفعه! وشركة طنطا وعمر أفندى خير مثال، هذا بخلاف تسريح العاملين وعدم صرف المستحقات "للمواطنين الغلابة" ومن هنا يبدأ دور السيدة عائشة عبد الهادى فى توفير فرص عمل بديلة لهم كعبيد فى أراضى المملكة العربية السعودية والتى ضربت الرقم القياسى العالمى فى سوء معاملة العمالة المنزلية بشكل عام وامتهان كرامة المصريين بشكل خاص وواضح, ولا يدفع ذلك أبو الغيط للتحرك، بل لمزيد من غض الطرف عن السجن والجلد وإلصاق التهم للرعايا المصريين.
وعليه يا سادتى وجدت حكومة متواطئة مع كل من نهب أرزاق المصريين، بل وسهلت لهم الطريق عن عمد مباشر ومفهوم، بل وزادت بدفعهم للذل والمهانة بعد إفراغ جيوبهم وطمس كل أشكال المطالبة بالحق "مظاهرات, اعتصامات وإضرابات" ووصفها بالفوضى, ولذا أهيب بكل مواطن أن يحترم نفسه ولا يطالب بإسقاط الحكومة أو سحب الثقة منها أو التحقيق المباشر أمام محكمة شعبية.. وعلى كل منا أن ندعم وننتخب وألا نطالب بالتغيير أو نكتفى بالكام ملطوش إن وجدناها وكفانا ما حدث فى أزمة السولار والتى أشكر السيد أحمد نظيف عليها شكراً حاراً وعميقاً لأننى أعلم أن الحكومة قد افتعلت هذه الأزمة عن عمد.. نعم يا سادتى عن عمد.. الحكومة اخفت عننا الجاز.. عشان المواطن لو أصابه اليأس ممكن يحرق نفسه بجاز "....".. فلنشكر الخالق الذى منحنا هذه الحكومة الرشيدة الحكيمة وكفانا افتراءً وظلماً.
بالحق أقول "كل واحد يحترم نفسه".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة