«اللانجيرى» استفزاز فى الفتارين وإثارة على الرصيف

الجمعة، 12 مارس 2010 02:59 ص
«اللانجيرى» استفزاز فى الفتارين  وإثارة  على  الرصيف
أمل صالح - تصوير: عمرو دياب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ الشيخ فرحات المنجى: عرض الملابس الداخلية للنساء أو الرجال على أجساد عارية فى الطريق العام حرام
◄◄ صاحب أشهر «نصبة» فى الوكالة: «دى تجارة فلوسها كتير.. واحنا نزلنا من بطون أمهاتنا عرايا»

انطباعات المشاهد لقمصان النوم النسائية والملابس الداخلية بألوانها الزاهية وراء زجاج فاترينات محال «اللانجيرى» تختلف وتتباين.. فمنهم من يرى فيها تذكرة لأيام ولت.. ومنهم من يتعامل معها بوصفها «تصبيرة» لحين التعامل.. والبعض من غير ذوى الاحتياجات الخاصة يراها شيئا طبيعيا وعرضا معتادا.

أما التجار فيرون فيها مصدراً للرزق ولا يسبب لهم التعامل فيها أى حرج من منطلق المثل الشعبى «اللى يكّسف من بنت عمه ما يجيبش منها عيال». أما بعض رجال الدين فيعتبرون عرض الملابس الداخلية الحريمى والرجال حراما لأنها مثيرة.

وبصرف النظر عن اختلاف حال الجمهور المتأمل لهذه الفتارين فإن الحقيقة الثابتة تشير إلى أن ارتفاع ارباح التجارة فى اللانجيرى، مما أدى إلى انتشار هذا النشاط فى المناطق الراقية والشعبية من خلال فاترينات ضخمة وعربة فى الشارع تجدها فى سوق إمبابة، وفيصل، والمنيل، ووسط البلد، ومصر الجديدة والمهندسين.. ألوان، واشكال وموديلات منوعة صارخة لا تمل من مناداة الجميع، صغاراً وكباراً رجالاً ونساء، للمشاهدة، أو الشراء او مجرد الحلم والتخيل.

فاترينات «اللانجيرهات» علامة استفهام كبيرة تخفى وراءها الكثير من تأثيرات متبادلة من وإلى الناس الذى يحتكون بها برغبتهم ودون رغبتهم كلما غدوا أو راحوا بجوارها.
عم أحمد محمد زيدان قضى عمره فى بيع ملابس داخلية «حريمى» - هو الآن فى محل بالمهندسين - حاصل على دورة تدريبية فى بيع «اللانجيرى» قال: «البيع للراجل حتى فى قمصان النوم أريح من البيع للست، لأن طلبه محدد وعملية العرض تتوقف على إغراء الزبون وده من اختصاص الباترينيست» نافياً أن يكون عرض اللانجيرهات مثيراً للغرائز لدى الشباب «خاصة بعد أن أصبحت آمالهم رؤية الأفظع من خلال الفضائيات».

رزة، ونوجة، ومحاسن، وزينب، ووفاء، خمس بائعات لقمصان النوم بأحد محلات الدقى اتفقن على تعرضهن للحرج عندما يحاول الرجل أن يختار مقاسا لزوجته أو خطيبته على مقاس واحدة منهن.

يرفض عم ناصر الذى قضى اكثر من 17 عاما فى بيع اللانجيرى بوسط البلد التعامل مع المنتج الصينى قائلاً: «مافيش افضل من القطن المصرى» مشيرا إلى تجاهله المضايقات التى كانت تثيره فى الماضى» وقال إن أكثر موقف مستفز تعرض له، «كان عندما خرجت زبونة من «البروفة» مرتدية قميص نوم قصيرا كانت تقيسه وسط المحل علشان تعرف رأى جوزها اللى كان مبسوط جداً من شكل القميص عليها، وكأنى مش موجود، وساعات كتير بتتعرض الزبونة للمعاكسة لما تكون خارجة وشايلة شنط فيها بضاعة من هذا النوع وتصادف شاب معدى من أمام المحل».

عبدالرحمن «15 سنة» أصغر بائع قمصان نوم وملابس داخلية للنساء، يعمل فى أحد أسواق إمبابة، يقول: «دى شغلتى أباً عن جد، انا واخويا واقفين على الفرشه دى وفارشين 3 نصبات تانيه لبيع ملابس الحريم الداخلية، الشغلانة مافيهاش حاجة تكسف ولاهى حرام بالعكس دى مربحة جدا»، وهنا تدخل عمه البدرى عبدالعليم خريج كلية الحقوق ويبيع إيشاربات المحجبات قائلاً: «الشغلانه دى لو فيها حاجة حرام تكون فى حرمانية بيعى كرجل لواحدة ست، لكن العرض ع الرصيف أو فى البتارين مافيهوش حاجة، ولو راجل جه يشترى ويمد إيده فى هدوم الحريم «لامؤاخذة الداخلية» مابنوقفوش أصلاً.

«المصريين 80 مليون وكل مخ فيهم ليه طريقه تفكير خاصة بيه وانا دورى اعرف اتعامل مع كل مخ» هكذا قال الحاج أبوسيف الرجل الصعيدى الذى يعمل فى بيع الملابس الداخلية وصاحب أشهر نصبة بوكالة البلح، وأضاف: «إحنا فى الأصل نزلنا عرايا والنبى كان نبى وبيتاجر، دا غير ان الاصناف الحريمى معروف ان زبونها مريح ومكسبها حلو خصوصاً الصينى».

عم على المواردى.. دبلوم زراعة، وبائع «باترينست» بأحد المحلات الكبرى المتخصصة فى بيع الملابس الحريمى الداخلية، يرفض أن يعرف نفسه بأنه رجل فاترينة لانجيرهات يقول: «رجل الباترينة لازم يكون بياع علشان يقدر يعرف ذوق كل زبون، ولازم يكون حاصل على دورة تدريبية فى الشركة الأم على يد متخصصين ليكون أكثر دراية بكيفية مراعاة الذوق العام لان لكل زبون مذاقه، فمنهم من يفضل الألوان الصارخة ومنهم من يفضل الموديلات الجذابة، وأكيد فاترينة إمبابة غير فاترينة المهندسين، ولازم الباترنست يكون فاهم ده، فى كل حاجة، حتى اختيار المانيكانات وحركاتها لازم يتم اختياره بهذا الشكل، فضلا عن أن رص الفاترينة يعتمد على مواسم الصيفى والشتوى والأوكازيون، وكل موسم له طريقة رص معينة كما أن الرص له 5 أسس، والمنتج المعروض لازم يكون متوفر منه كل الألوان والمقاسات فى المحل، مع ضرورة مراعاة تناسق الألوان فى عرض الفاترينة ودايماً يفضل عند عرض الملابس الحريمى الداخلية المانيكان البرونزى اللون لأنه بيلفت نظر الزبون، ومن حق الزبونة رد المنتج خلال 14 يوما بشرط ألا يكون استخدم منعاً لانتقال الأمراض».

محمد، ومحمود، وكريم، ومصطفى، شباب من جمهور فاترينات اللانجيرى، لكل منهم قصة، يقول محمد 25 سنة: «بالنسبة لمانيكانات المحلات مش مثيرة خصوصاً مع كثرة الفضائيات واطلاع الشباب على الثقافة الجنسية، أما محمود فيفضل مشاهدة المانيكانات ولكن بمفرده: «الأمر بيكون محرج خصوصاً لو معايا بنت لكن ممكن أبص بطرف عينى، لان معظمه بيكون معرى»، فى حين يرى كريم عيباً فى النظر لتلك المعروضات. «أوووف دول جامدين جداً» هكذا عبر مصطفى عن رأيه فى فاترينات قمصان النوم وأضاف: «النوع ده من المحلات طبعاً لازم يستفز أى شاب ويخليه يبص ويتفرج ويصدر تعليقات كمان، وقال وائل: «غصب عن أى شاب لازم يبص ويتفرج فالغرض الأساسى من تلك المحلات هو لفت الانتباه فهى تعتمد على الفجاجة فى العرض وخاصة بالمناطق الشعبية».

وعن رأى الفتيات تقول رنا 22 سنة: «آخر مرة كانت لى بمحل لانجيرى اختار لى البائع مقاسى من الملابس الداخلية»، وقالت نورهان «آخر مرة كنت باشترى مايو قطعتين لماحبيت أبدله لانه كان أكبر من مقاسى، البياع فضل يقنعنى لمدة طويلة انه مقاسى»، وترى نسرين أنها لا تشعر بخجل عند الشراء إلا أن هذا الشعور يتولد وبصورة كبيرة من الشباب التافه أمام الفاترينات.

لكن ما رأى رجال الدين الإسلامى والمسيحى وعلماء النفس والاجتماع؟
الخبير النفسى أحمد عبدالله قال إن الثقافة الاستهلاكية سيطرت على العالم كله وجزء من تلك الثقافة كان فى استخدام جسد المرأة لترويج المنتج، وفى المجتمع الغربى توجد الآليات التى تساعد على استخدام تلك الثقافة أما فى المجتمعات العربية فإن الأمر لا يخرج عن كونه استيرادا أعمى لتلك الثقافة دون مراعاة للمعايير التى تحكم هذه المجتمعات محذرا من خطورة التأثير الذى تحدثه تلك الفاترينات فى إعلاء قيمة الجنس لدى الشباب المكبوت أصلاً.
وأكد الدكتور على ليلة رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة عين شمس ما الفجاجة التى تتسم بها محلات بيع الملابس الداخلية تؤدى إلى إثارة الشباب ومن الممكن ان توجد مادة للانحراف السلوكى، أقلها أنه فى حالة تواجد شاب مع فتاة أمام تلك المحلات يدور بينهما كلام لا أخلاقى.

الشيخ فرحات المنجى يرى أن عرض الملابس الداخلية للنساء أو الرجال على أجساد عارية فى الطريق العام حرام وغير جائز ويكفى وضع لافتة بالمحل للتنويه عن وجود تلك الملابس بداخل المحل، مطالباً النساء بالإصرار على التعامل مع بائعة عند شرائها لتلك الملابس.
فى المقابل يرى القمص عبدالمسيح بسيط كاهن كنيسة العذراء أنه لا يمكن لتمثال أن يثير الغرائز داخل الشباب أو يسهم فى خدش الحياء العام.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة