ياسر أيوب

وكانت النتيجة فى النهاية.. 9/ صفر

الجمعة، 12 مارس 2010 02:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سأطلب الآن من كل الناس أن تصعد معى إلى خشبة المسرح وأنا الذى سيجلس هذه المرة مكانهم فى الصالة.. ولكننى لن أصفق لهم.. وإنما سأواجههم بما لم يسمعوه من قبل.. سأصارحهم بحقيقتهم.. بضعفهم وعجزهم وهوانهم على أنفسهم وعلى كل الذين يحكمونهم فى سائر مجالات حياتهم.. وقبل إسدال الستار سأخبرهم بالنتيجة النهائية لمباراة حياتهم وبلادهم التى خسروها.. خسارة ثقيلة وموجعة.. فالنتيجة بكل أسف كانت.. 9 / صفر.. وعلى طريقة استوديوهات التحليل المملة التى تصاحب مباريات الكرة.. سأحاول فى هذا الاستوديو الذى أقيمه الآن على عجل أن أشرح للناس كيف ولماذا ومتى تأكدت خسارتهم ولم يعد فى استطاعتهم تحقيق حتى التعادل وليس الانتصار.

فهؤلاء الناس.. الذين أزعجونا بكلامهم عن التغيير وضرورته.. كانت غاية جهدهم أن يجلسوا أمام الفضائيات يصغون لحوارات طويلة مكررة مع الدكتور محمد البرادعى باعتباره مرشحاً محتملاً للرئاسة وداعياً للتغيير.. ولكن نفس الناس.. فى حياتهم.. يرفضون أى تغيير.. من بين كل عشرة نجد تسعة يختارون القديم، وواحدا فقط يغامر ويختار التغيير والجديد ويراهن عليه ويتمسك به.

والمثير أن هؤلاء الناس.. مثل أى جمهور كرة مهزوم.. لن يعترفوا أبداً بهزيمتهم.. ولكنه الحكم الظالم الفاسد هو المسئول وسبب الهزيمة.. وليس فى مسألة التغيير فقط.. وإنما فى كل مجالات الحياة ونواحيها.. فمن بين كل عشرة تابعوا الحكم القضائى بوقف البرامج التليفزيونية التى يقدمها أحمد شوبير.. كان هناك تسعة لم ينشغلوا إلا بالتصفيق لمرتضى منصور أو الشماتة فى شوبير.. مقابل واحد فقط اهتم بالحكم نفسه وما يعنيه وما سيترتب عليه من نتائج قد تطال الإعلام كله ببرامجه وقنواته ومعاركه.. ومن بين كل عشرة.. ستجد تسعة يشيحون بوجوههم قرفاً من الإعلام الرياضى التليفزيونى الذى وصل فى رأيهم للحضيض.. وكنت فى الماضى أصدق هؤلاء التسعة وأحترم وجهة نظرهم ولكننى لم أعد كذلك لأنه لو كان هؤلاء التسعة صادقين.. فمن أين تأتى نسب المشاهدة العالية لهذه البرامج ومعها تأتى الإعلانات والأرباح والدوام والاستمرار.

ومن بين كل عشرة.. هناك تسعة قرروا الانشغال والانغماس تماماً بتفاصيل قضية هشام طلعت مصطفى التى قررت محكمة النقض إعادة محاكمتها مقابل واحد فقط يهتم بقضية تصدير الغاز المصرى لإسرائيل.. تسعة على استعداد لأن يقضوا كل ليلة يشاهدون محامين يتحدثون عن هشام وعن ألوان الثياب الداخلية للراحلة سوزان تميم مقابل واحد فقط يريد أن يعرف مصير الغاز المصرى وما هو الفارق بين تصدير الغاز لإسرائيل وبين أنابيب الغاز فى المحافظات التى بات الناس يموتون للحصول على أنبوبة منها.. تسعة من بين كل عشرة تابعوا بمنتهى الحماسة والشغف فضائح تكشفت بخصوص العلاج على نفقة الدولة مقابل واحد فقط اهتم بمصير هذا العلاج وإعادة ضبطه حتى لا يدفع المرضى الفقراء الحقيقيون ثمن كل هذا العبث.

تسعة من بين كل عشرة على استعداد لأن ينفقوا المال ثمناً لصحف أو ينفقوا الوقت أمام الشاشة يسوقهم فضولهم لمعرفة ملامح وتفاصيل وأسرار زواج جديد لرئيس الحكومة مقابل واحد فقط لا يعنيه إلا معرفة مصير المعاقين الذين تظاهروا أمام مقر الحكومة بحثا عن حقوق سبعة ملايين مصرى معاق وعمال كتان طنطا المهددين بالطرد من الشركة ومن الأحلام والحياة كلها.. تسعة من بين كل عشرة باتوا يفضلون الفضائح والفرجة على المساخر وأى اثنين يقتتلان حتى الموت أو أى رجل يموت بالفعل مقابل واحد فقط يريد وينشغل ويبحث عن الحقوق الضائعة.. والوجوه المتعبة.. والأحلام المقتولة فى هذا الوطن.. هذا الواحد كان من الممكن أن يسجل هدفاً مقابل التسعة أهداف التى دخلت مرمى الناس فى مصر.. لكنه هدف بات من المستحيل احتسابه.. لتبقى النتيجة فى النهاية.. 9 / صفر.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة