الشيخ سلطان القاسمى حاكم إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، هو من جيل يذوب حبا وعشقا فى مصر، ولا يعبر عن هذا الحب فى مجرد كلام يذكره لزوم الدبلوماسية، وتبادل المجاملات أثناء الزيارات، وإنما يترجم دائما هذا الحب فى مواقف عملية ملموسة، مثل تبرعه من قبل لإنشاء مبنى الجمعية التاريخية، وهى الجمعية التى اشتاق المؤرخون المصريون كثيرا لأن تكون صرحا يليق بهم وبرسالتهم، وتبرع لصالح كلية الزراعة جامعة القاهرة التى درس فيها عام 1965، وكان معه فى الدراسة الفنانان صلاح السعدنى وعادل إمام، ثم تبرع بوديعة مالية تبلغ 20 مليون جنيه لاتحاد كتاب مصر لصالح علاج الكتاب المصريين.
قائمة التبرعات من الشيخ سلطان القاسمى تضم أشياء أخرى كثيرة، وبكل تواضع منه عبر عن ذلك بقوله ان مصر لها دين فى رقبته يحاول أن يسدده منذ دراسته فى جامعة القاهرة بكلية الزراعة جامعة القاهرة، قال الشيخ سلطان هذه العبارة فى افتتاح معرض "رحلة عبر الشرق" أمس الأحد فى مركز الشارقة للفنون بالجامعة الأمريكية، وضم المعرض أعمالا نادرة للفنان ديفيد روبرتس قدمت خريطة زمنية ومكانية لمصر كما شاهدها فى ثلاثينات وأربعينات القرن التاسع عشر.
لم ينس الشيخ سلطان القاسمى أن يحكى فى كلمته الافتتاحية عن طيبة وشهامة عم إبراهيم حارس العمارة التى كان يسكن فيها وتقع فى ميدان الدقى، فعم إبراهيم هو نموذج لمصر الأخرى التى يحبها أيضا الشيخ سلطان.
الشيخ سلطان هو من جيل عربى يحب مصر بصوفية، لأنه رأى مصر تذهب إليه، أيام كان التوجه العربى هو الخيار الأول فى الخمسينات والستينات من القرن الماضى، وهذا الجيل ينتهز أى فرصة يرد فيها الدين إلى مصر بأهلها الذين يماثلون عم إبراهيم حارس العمارة الذى تحدث عنه الشيخ سلطان.
ومع الدعوات بطول عمر هذا الجيل فى طول الوطن العربى وعرضه، لكن المأساة أنه جيل فى طريقه إلى الغروب، فمتى سنرى جيلا جديدا يذهب نفس مذهب الشيخ سلطان القاسمى وجيله؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة