هذا هو الفارق..
فى تايلاند نجحت المعارضة هناك فى حشد أكثر من مليون شخص فى مظاهرة حمراء احتشدت فى ميادين العاصمة بانكوك، وفى مصر اجتمع ائتلاف المعارضة المصرية فى فندق الشيراتون ولم يستطع حشد سوى العشرات من نفس الوجوه المتكررة فى كل اجتماع بالتزامن مع اطلاق حملة تجميع توقيع المليون لدعم مطالب الدكتور البرادعى.
الأسباب فى تايلاند ومصر واحدة ولكن اختلفت طريقة التعبير.
الإصلاح والتغيير وإجراء انتخابات ديموقراطية كانت مطالب المليون تايلاندى التى دعتهم "الجبهة المتحدة الديمقراطية ضد الديكتاتورية" فى تايلاند للخروج إلى شوارع العاصمة وهى ذات مطالب المعارضة المصرية.
المعارضة التايلاندية خرجت إلى الشارع فى تظاهرة سلمية واكتفت المعارضة المصرية بالجلوس فى تكييف الشيراتون تتبادل الاتهامات والخلافات وإصدار بيانات وتوصيات تعى جيدا أن شيئا لن ينفذ منها ولن يلتفت لها أحد مثل سابق المؤتمرات التى احتضنتها جدران الفنادق أو مقرات الأحزاب لأنها باتت أحزاب مأزومة وتفتقد التواجد الجماهيرى فى الشارع المصرى.
ليس هناك فارق كبير بين الحالة التايلاندية والحالة المصرية، فكلاهما ينتمى لدول العالم الثالث سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ولكن الفارق فى الحراك السياسى الفاعل بين الدولتين وبخاصة القوى الحزبية والوطنية.
وليست هذه هى المرة الأولى التى تدعو فيها القوى الوطنية التايلاندية الجماهير للتظاهر والنزول إلى الشارع للتعبير عن الغضب والمطالبة بالاصلاحات الديمقراطية فى البلاد وإجراء انتخابات ديموقراطية فقد سبقتها مظاهرات دامية فى ابريل العام الماضى ضد رئيس الوزراء إبيهست فيجاجيفا أسفرت عن عن مقتل واصابة 115 شخصا، ومع ذلك استمرت الاحتجاجات ولم تتوقف واضطر رئيس الوزراء إلى قطع رحلته الخارجية والعودة إلى البلاد.
فى الشيراتون الاجتماع مستمر ولن يحدث جديد ولن يخرج أحد الى الشارع الا لركوب سيارته المكيفة والرجوع الى حزبه أو بيته المكيف أيضا والناس فى الشارع لا تبالى ومعظمهم لا يعرف أصلا أين مكان الشيراتون.
فهل العدوى التايلاندية غير قابلة للانتقال إلى الحالة المصرية أم أن المعارضة هناك من العالم الثالث ومعارضتنا من العالم الثالث عشر أم أن الشارع التايلاندى الفقير والذى يعانى أيضا من أزمات اقتصادية أكثر وعيا وإدراكا وتفاعلا من الشارع المصرى؟
بالتأكيد أن الشارع التايلاندى لا يعرف حملات المليون توقيع ولم يقرأ عن شعراء الحماسة والنضال ومحترفى الكلمات فى أدبنا العربى ولكنه حولها إلى واقع عملى فى الشارع للحصول على حقوقه وتحقيق مطالبه.
فهل هذا هو الفارق فقط؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة