شاءت الأقدار أن تزيد حدة النقد فى برامجى خلال الأسابيع الأخيرة ولكن دون أى تجاوز أو اتهامات شخصية تجاه الثلاثى محمد حسام الدين رئيس لجنة الحكام باتحاد كرة القدم وحسام البدرى المدير الفنى للأهلى وحسام حسن المدير الفنى للزمالك.. وهو أمر طبيعى ومتكرر فى عالم الإعلام ودنيا النقد والرياضة.
وتوقعت ردودا من الثلاثة فى مواجهة النقد وهو أمر طبيعى.
وبالفعل جاءت الردود ولكنها تباينت وفقا لشخصية وثقافة كل منهم.
وبعضها كان متوقعا وبعضها جاء غريبا بل مؤسفا للغاية. وعلى مدار 35 عاماً من اشتغالى بالنقد الرياضى لم أر ولم أسمع ولم أتوقع ما يحدث حالياً فى هذا المجال.. ولا أخفى سراً أننى أعد الأيام الآن فى انتظار انتهاء عقودى مع الجهات التى أعمل بها لأترك ساحة الإعلام الرياضى.. الساحة العفنة التى اكتظت بالسفهاء والجهلاء وارتفع فيها صوت الباطل وسادها سوء الأدب.
نقدى للكابتن محمد حسام الدين كان عنيفا بسبب الاختيارات غير السليمة للحكام فى عدد من المباريات المهمة.. وأوضحت بالأرقام، وهى لغة لا تكذب، أن التكرار لا سيما مع سمير عثمان - بدا مثيراً جداً ولمصلحة فرق دون أخرى.. وأضفت قاسيا فى نقدى للكابتن محمد حسام أن أخطاء الحكام التى تصب فى اتجاه واحد تشير إلى نوايا واتجاهات.
ورغم ظهور محمد حسام باستمرار فى برنامجه على قناة دريم ورغم استضافته المتكررة فى البرامج وعبر الراديو للتعليق على نقدى وكلماتى ورغم محاولة دفعه بل توريطه فى الإساءة لشخصى إلا أنه كان محترماً إلى آخر المدى.. ولم ينطق بكلمة واحدة تحمل إساءة أو تطاولا بل شدد على سلامة وجهة نظره دون الإقلال من منتقديه.
وهو كسب جولته معى مرتين:
أولاً بسلوكه المحترم وقبوله للنقد وعدم الرد أو الإساءة.
ثانياً بعودته إلى التوزيع العادل للحكام على المباريات متفاديا التكرار المشبوه.. وهو بتصرفاته وقراراته واختياراته أكد صحة نقدى.
وانتقدت الكابتن حسام البدرى المدير الفنى للأهلى بسبب عدم نجاحه فى تثبيت تشكيلة الفريق وإجراء تغييرات دائمة على المجموعة الأساسية من مباراة إلى أخرى.. وانتقدت أيضاً عدداً من تغييراته فى بعض المباريات وهو أمر كررته لأكثر من عشرين عاماً فى تحليلاتى للمباريات على الهواء.
بين شوطى مباراة الأهلى والمصرى الأخيرة وردا على سؤال (ماذا تفعل لو كنت مكان حسام البدرى) قلت: على سبيل الدعابة: أستقيل.. وهو أمر غير جائز بين الشوطين. وأكملت حوارى بالتغييرات التى أراها صالحة لتصويب مسار الفريق.. ولم أتعرض للبدرى بأى كلمة خارجة أو جارحة أو مسيئة على الإطلاق. ولذلك كانت صدمتى عظيمة فى تصريحاته ضدى عقب اللقاء.. وعلمت أن مجموعة من أشباه الصحفيين الفاسدين من هواة الوقيعة ذهبوا إليه فور انتهاء المباراة لإبلاغه أننى هاجمته بعنف وأننى طالبت باستقالته وأننى أهنته وأسأت إليه.
لم يفكر البدرى ولو للحظة واحدة فى حجم صدق ما قاله القذرون والسافلون من أكاذيب.. واندفع بطريقة هوجاء وعصبية للنيل منى مستخدماً كل ما أتاحه له فكره فى تلك اللحظة.
واكتشف حسام أولا أننى لست فاهماً ولست صالحاً لتحليل المباريات لأننى لم أكن لاعباً.. واكتشف أيضاً أن صوتى مزعج وغير مقبول.. واكتشف أننى أنتهج أفكاراً شاذة أو مختلفة لألفت الأنظار أو الاهتمام.. وأننى أنتقد بلهجة خالية من الأدب.. ومعها عشرات من الاتهامات الأخرى.
لم أصدق فى البداية ما قاله حسام البدرى.. ورفضت الرد على اتصالين هاتفيين من قناتين مختلفتين للرد على شتائم البدرى، مؤكدا أنه من المستحيل أن يقول البدرى تلك الإساءات.. وظللت مكذبا للعشرات بل المئات ممن أبلغونى حتى سمعت بنفسى على الإنترنت.
ولا أقول للبدرى إلا.. ربنا يسامحك.. والأصدقاء لا يتكررون كل يوم.
وحسام الثالث هو حسام حسن المدير الفنى الأكثر نجاحا فى تاريخ الزمالك الحديث. وهو النجم الذى أطلقت عليه لقب الهرم الرابع فى كتاب أصدرته بشأنه عام 2000.. وهو اللاعب الذى حاربت الألمانى تسوبيل مدرب الاهلى السابق عندما اضطهده واتهمت تسوبيل بالنازية مما أدى لخلاف جذرى مع رئيس الأهلى الراحل صالح سليم.. ووقفت مع حسام ضد الإعلام عندما اختاره الجوهرى فى أمم أفريقيا 1998 واعتبرها الإعلاميون مجاملة.. وانتقدت إدارة الأهلى بحدة عندما تركته ولم تجدد عقده وأكدت أن انتقاله إلى الزمالك هو صفقة القرن وأن الأهلى سيندم كثيراً وتحققت توقعاتى.
كل هذا وأكثر قلته فى حق حسام حسن على مدار 24 عاماً له فى الملاعب. ولكنه غضب بشدة من أول نقد له وتحول خصما عندما أكدت أن ركلة جزاء احتسبت لصالحه غير صحيحة.. ووصل مؤخراً إلى الذروة عندما انتقدت موقفه من الضغط على جدو لاعب الاتحاد لإجباره وقهره للعب للزمالك.. وانتقدت أيضاً تصرفاته غير الرياضية فى مواجهة الحكام خلال المباريات.
وجاء الرد من حسام سواء فى لقاءاته أو برامجه شاملاً إساءات شخصية عديدة.. وهو أمر تكرر من حسام ضد الكثيرين وليس ضدى فحسب. لم أرد عليه ولم أنظر لاتهاماته.. وامتدحته كما لم يمدحه أحد بعد كل فوز للزمالك فى الدورى.. واعتبرته الافضل بين كل المدربين فى القلعة البيضاء فى آخر 20 عاماً.
فى ثلاثة مواقف نقدية مع الثلاثى حسام، نجح المهذب محمد حسام الدين بامتياز أخلاقيا ورياضيا وثقافيا وتربويا.. وهو الوحيد الذى لا يجد من يدافع عنه ولا من يقدر مواقفه.
وسقط الحسامان البدرى وحسن.. وكلاهما لديه المئات ممن يدافعون عنه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة