"جريمة الكراهية"The Crime of Hate بحث قيم أرسله لى صديقى العزيز الدكتور منذر الفضل الدكتور فى القانون المدنى والعضو المشارك فى وضع الدستور العراقى عام 2005 والمقيم بالسويد، قرأت البحث بشغف فوجدته يشرح جرائم الكراهية والمواثيق الدولية مُركِزاً على الحالة العراقية بشكل خاص ونظام الديكتاتور صدام حسين، اتصلت بالدكتور منذر الفضل لأشكره على مجهوده الرائع وبحثه القيم "جريمة الكراهية" لاستأذنه فى الاقتباس من بحثة فرحب مشكورا:
تعريف جريمة الكراهية: (التحيز الذى ينفذ بطريقة مباشرة ومؤذية ضد شخص أو ممتلكات يختارها المعتدى عن قصد، بناء على العرق أو اللون أو العقيدة أو الأصل أو الجنس..) كما أن جريمة الكراهية تُرتكب بأشكال مختلفة من دولة إلى أخرى رغم أن أركانها واحدة وهى:
1- الركن الشرعى: ويُراد به النص القانونى الذى يجرم هذا السلوك.
2- الركن المادى: ويُراد به الفعل الذى يقع إما بوسيلة إيجابية وهى ممارسة الجريمة مثل الاحتقار أو الازدراء أو العنف ضد مجموعة أو شخص، أو قد يكون الركن المادى بوسيلة سلبية بمعنى الامتناع عن القيام بعمل معين يوجبه القانون وذلك بدافع الكراهية مثل رفض معالجة أو انتقاد شخص بسبب أصله أو دينه أو لونه أو جنسه.
3- الركن المعنوى الذى يراد به القصد الجنائى حيث إن هذه الجريمة هى الجرائم العمدية التى يجب أن يتوافر فيها هذا الركن.
وسرد فى بحثة أيضا إعلان الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصرى ورد فى المادة 7 من الإعلان العالمى للأمم المتحدة التى تنص على:
1- لكل إنسان حق فى المساواة أمام القانون، وفى العدالة المتساوية فى ظل القانون، دون تمييز بسبب العرق، أو اللون، أو الأصل الإثنى، حق فى الأمن على شخصه وفى حماية الدولة له من أى عنف أو أذى بدنى يلحقه سواء من الموظفين الحكوميين أو من أى فرد أو أية جماعة أو مؤسسة.
2- لكل إنسان يتعرض فى حقوقه وحرياته الأساسية لأية تمييز بسبب العرق أو اللون أو الأصل الإثنى، حق التظلم من ذلك إلى المحاكم الوطنية المستقلة المختصة التماساً للإنصاف والحماية الفعليين.
بعد أن فرغت من قراءة البحث القانونى سمعت الأخبار ورأيت صورا فى الشبكة الإليكترونية للهجوم الكاسح للغوغاء والدهماء فى المنطقة الريفية بمرسى مطروح على الكنيسة وخسائر تقدر بملايين من الدولارات على الأقل والسبب الرئيسى لتلك الغزوة قيام الشيخ خميس أحمد خميس عبده إمام مسجد الريفية شاحناً الجميع بوجوب محاربة الأعداء!! وقائلاً نحن لا نريد المسيحيين فى العيش بيننا صائحا الجهاد الجهاد، وبعد صلاة العشاء بدأ الهجوم الكاسح للمؤمنين ضد الكافرين والنتيجة حرق 20 منزلا وإتلاف 19 سيارة علاوة على مصدر رزق الأقباط بالقرية.. وتم طعن العديد من الأقباط منهم من حالته خطيرة.. مثل منير نجيب حنين الذى رفض النطق بالشهادة فنال طعنات فى الفخذين واليدين والرأس... ووصل عدد المصابين الأقباط 11 فرداً.
ولم يمر يومان إلا ونرى صورا عبر الشاشات الإليكترونية للهجوم الكاسح على كنيسة "الملاك ميخائيل" بكفر "عبده" بالإسكندرية بعد صلاة الجمعة، فقاموا بضرب كاهن الكنيسة، والشمامسة، والشعب المتواجد بها، مستخدمين فى اعتدائهم الآثم البنادق الآلية ومختلف أنواع الأسلحة البيضاء من "سنج ومطاوٍ وما شابه ذلك"، بالإضافة لـ"مياه النار" بالطبع بعد شحن شيخ الجامع المصلين من البسطاء ضد الكفار...
إن الاعتداءات ضد الأقباط واضحة للعيان... إنها جرائم كراهية بسبب الدين فمع صمت النظام وغياب القانون "بالجلسات العرفية" وإلقاء القبض على شباب المجنى عليهم لإجبارهم على التنازل وهو ما يعنى تواطؤ النظام فى تلك الجرائم إن لم يكن بمشاركته فبتستره عليها.
فمن الواضح أن جريمة الكراهية لها سند عقيدى دينى ولا يقوم بها أفراد عاديين بل أشخاص لهم سلطة دينية مستخدمين مراكزهم الدينية لشحن البسطاء من الناس فيتحولوا لماكينات تسرق وتحرق وتقتل أو تستحل حياة وشرف وعرض المخالف فى الدين.
وتبقى المصيبة الكبرى تحول المنابر عن وظيفتها الأساسية فبدلاً من زرع الحب والسمو الأخلاقى بين أتباعها إلى مجرمين باسم الدين وتصبح منابر للكراهية.
هذه رسالة للوزير زقزوق هل الكنيسة رجس فى عرف وزارتكم؟ فإن كانت الإجابة لا.. فلماذا تصمتون على الشيخ خميس أحمد خميس بمرسى مطروح؟!! وشيخ جامع "أبو سليمان"، وهو أكبر جامع بالمنطقة، بحشد الأهالى ضد الكنيسة؟!!
لماذا تصمتون على تحول منابر من منابر تهذيب وإصلاح لمنابر شحن البسطاء من المسلمين ليتحولوا إلى وحوش كاسرة تسرق وتحرق وتنهب باسم الدين؟!!
إن الاعتداءات على الأقباط التوصيف الدقيق والقانونى لها جرائم كراهية حسب مواثيق الأمم المتحدة "التحيز الذى ينفذ بطريقة مباشرة ومؤذية ضد شخص أو ممتلكات يختارها المعتدى عن قصد، بناء على العرق أو اللون أو العقيدة أو الأصل أو الجنس..) والسبب واضح هو بسبب الدين، هنا يقع على عاتق المصريين الشرفاء اللجوء للهيئات الدولية لرفع الشكاوى ضد جرائم الكراهية المصدقة بأيديولوجية دينية من بعض شيوخ المسليمن.
"تجربة مريرة علمتنى الحياة: ليست كل المعابد بيوت الله فنوع منها كانت مسكونة بالشياطين فدور العبادة ليست ذات قيمة إلا إذا حرسها رجل الله الخير" من أقوال غاندى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة